بالتزامن مع إطلاق الحزمة الأولى من العقوبات الأميركية ضد إيران، تؤكد الأخيرة موقفها الرافض للتفاوض مع الجانب الأميركي وتكشف عن مساع عُمانية وسويسرية لحل الأزمة.
تقرير: هبة العبدالله
قدمته كل من سويسرا وسلطنة عُمان إلى إيران عرضاً للوساطة في الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية، ردت عليه طهران على لسان وزير خارجيتها باعتبار الحوار مع واشنطن “غير وارد”، ومؤكدة أنه “لم يتم تبادل أي رسائل بين الطرفين”.
يعتبر ظريف طرح الوساطة في الخلاف الإيراني الأميركي أمراً طبيعياً، خاصة إذا تقدمت به سويسرا التي تمثل سفارتها في إيران المصالح الأميركية لديها، والتي خاض مسؤولوها طوال الأعوام التسعة والثلاثين الماضية مشاورات مع نظرائهم الإيرانيين بهذا الخصوص.
كذلك الأمر بالنسبة إلى سلطنة عُمان التي تضطلع دائما بدور دبلوماسي بارز والتي تسعى إلى القيام ببعض الخطوات لمنع تصاعد حدة الأزمة، إذ تتلمس خطورة بسبب الوضع الراهن بين واشنطن وطهران.
يؤكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن موقف بلاده لا يعني رفض الحوار أو التفاوض بشكله العام، إلا أن إيران لا ترى في الطرف الأميركي الذي انسحب من الاتفاق النووي محل ثقة المجتمع الدولي، وبالتالي فمن الطبيع أن يتمتع أي حوار بين الطرفين بشروط ومواصفات محددة، خاصة بعد أن افتتحت الولايات المتحدة حرباً اقتصادية ودعائية ونفسية ضد بلاده منذ ما يقارب 4 أشهر.
يشير ظريف إلى أن فرض واشنطن عقوبات جديدة على إيران “ترك تأثيرات على المجتمع في الداخل”، لكنه يؤكد أن طهران “سبق واختبرت ظروفاً أشد خلال العقود الأربعة الماضية، وهي ستكون قادرة على تجاوز الصعوبات الراهنة”.
ويضيف ظريف، تعليقاً على حزمة الحظر الأميركية الثانية التي ستطبق على طهران في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، وستستهدف النفط الإيراني، أن الأطراف الأوروبية “تواصلت مع دول ثانية لرفع نسبة وارداتها النفطية من إيران”، وأن الدول التي تواصلت معها الولايات المتحدة وطلبت منها وقف شراء النفط الإيراني “لم تقبل بذلك”.
وينوه ظريف إلى أن الدول الأوروبية “تتحرك في الاتجاه الصيحيح لكن الخطوات التي اتخذتها بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي ما زالت غير كافية ولا تصل إلأى سقف توقعات طهران”.