يدري قادة الاحتلال الإسرائيلي أن فشل السعودية في عدوانها على اليمن سيرتدّ عليه، إذ أن استهداف الجيش اليمني للبوارج الحربية السعودية يضع أيضاً البوارج الحربية الإسرائيلية ضمن دائرة الإستهداف، ويمكن أن يعيق الحركة التجارية للكيان عبر باب المندب.
تقرير: محمد البدري
يخرج رئيس وزراء حكومة الإحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دائماً بالتهديد بأن كيان الإحتلال سينضم إلى تحالف ضد إيران. لكن كلامه الأخير لا ينم عن لغة تحريضية فقط، بتزامنه مع استهداف القوة البحرية في الجيش اليمني بارجة حربية سعودية في البحر الأحمر.
يرى خبراء في الشأن الإسرائيلي أن التهديدات التي أطلقها نتنياهو الأسبوع الماضي تعود خلفياتها إلى إدراك المؤسسة الإسرائيلية أن سفنها الحربية وغير الحربية التي تعبر باب المندب باتت تحت مرمى صواريخ الجيش اليمني. شكّل امتلاك الجيش اليمني القدرات والخبرات التي تؤهله لاستهداف البوارج والسفن التي يقرر ضربها صفعة للؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي راهنت على قوى تحالف العدوان السعودي، في تأمين البحر الأحمر.
في الجانبِ الإقتصادي، كشفت صحيفة “ذي ماركر” الاقتصادية أن أسباباً عدة دفعت نتنياهو إلى إطلاق تهديداته، من ضمنها الحفاظ على مصالح الكيان الاقتصادية التي تمرّ عبر باب المندب، ما يعني توفيراً كبيراً في تكاليف النقل بما في ذلك نقل النفط. ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لشنّ إسرائيل حرب في عام 1967 كان إغلاق مضائق تيران التي تقع جنوب سيناء.
تخشى إسرائيل أيضاً من فقدان قدرة ردعها ومن المسّ بالتجارة مع الشرق الأقصى، وخاصة الصين، حيث تبلغ نسبة التجارة البحرية الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب 12 في المئة من مجمل التبادل التجاري لإسرائيل الذي بلغ، في عام 2017، 130 مليار دولار. وتصل نسبة الواردات منه إلى 18 في المئة والصادرات 5 في المئة. وتبلغ نسبة البضائع التي تستوردها من الصين 15.5 في المئة من مجمل الواردات البحرية، ثم تليها ألمانيا فالولايات المتحدة وتركيا. وقد بلغ حجم وارداتها وصادراتها عبر باب المندب 15.3 مليار دولار في عام 2017.
شكلت تهديدات نتنياهو دعماً صريحاً للسعودية في عدوانها على اليمن وفي تصعيدها ضد إيران، لكنها في الوقت نفسه كشفت عن المخاوف الإسرائيلية من الفشل السعودية في اليمن، لا سيما في معركة الحديدة الأخيرة على سواحل البحر الأحمر، وما ترتب عليه من تطورٍ في القدرة الصاروخية اليمنية.