يدفع الخلاف السعودية مع كندا والعدوان السعودي على اليمن الإعلام الغربي إلى الدعوة في إعادة النظر في العلاقة بين الدول الغربية والسعودية. فالدول الغربية، ووفق صحيفة “ذي غارديان”، مطالبة بمراجعة حساباتها حول أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيكون قائداً ليبرالياً ينقل السعودية إلى واقع آخر.
تقرير: محسن العلوي
لا يزال الخلاف السعودي الكندي محور تفاعل الصحافة العالمية. رأت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية هذا الخلافٌ بأنه “ضمن حملة لولي العهد محمد بن سلمان بهدف إسكات المعارضين له والمنتقدين لسياسته في مجال حقوق الإنسان”.
تحدثت “ذي غارديان” عن “فشل مساعي ولي العهد مع عدد من دول العالم، والتي كانت قد بوركت من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليظهر لها أنه سيكون قائداً وأميراً ليبرالياً ينقل السعودية إلى واقع آخر”.
تقول الصحيفة: “أظهرت سياسات إبن سلمان حقيقته، خاصة ما جرى مؤخّراً مع كندا، عندما قطعت السعودية علاقاتها مع أوتاوا على خلفية تغريدة (على “تويتر”) طالبت فيها وزارة الخارجية الكندية بالإفراج عن الناشطة السعودية سمر بدوي”.
كذلك، رأت الصحيفة أن “أيّ حملةٍ مهرت بتوقيع ولي العهد السعودي انتهت بالسقوط في مستنقعٍ كبير. فالحرب على اليمن لا تزال تحصد أرواح المدنيين، وتُلطّخ سمعة المملكة دولياً”. وبحسب الصحيفة، أيضا، فإن إبن سلمان “عمل على تشويه إنجازه بالسماح للمرأة السعودية قيادة السيارة، بعد اعتقال ناشطات سعوديات قبل أيام من دخول قيادة المرأة حيز التنفيذ”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب “كثيراً ما تغاضى عن تصرفات السعودية بسبب قدرتها على عقد صفقات أسلحة مربحة، ولكن يبدو الآن أن هناك شعوراً بضرورة مراجعة العلاقة مع السعودية”.
وقالت الصحيفة: “إنه في عهد إبن سلمان، تغرق السعودية في خلافات حتى الآن مع كل من كندا وألمانيا والسويد، وفي صراعات في اليمن ومع قطر ولبنان”. ورأت “ذي غارديان” أن “لا ربيع عربياً من أعلى الهرم” في السعودية، في انتقاد لما وصفت به سابقاً صحيفة “نيويورك تايمز” ما يسمى “إصلاحات” ابن سلمان. فبحسب الصحيفة البريطانية، “هناك فقط ما يمكن لأمراء متقلبين ومزاجيين، يلاطفهم الغرب، فعله في عالم لم تعد فيه النُظُم القديمة مطبقة”.