كشف مسؤولون أميركيون لوسائل إعلام إسرائيلية عن لقاء سري جمع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في يوم 22 يوليو / تموز 2018، في القاهرة، حيث بحث الطرفان مبادرة مصرية لتسوية سياسية في غزة.
تقرير: حسن عواد
بعد أكثر من شهرين على لقائهما السري، زار رئيس حكومة الاحتلال القاهرة، يوم 22 يوليو / تموز 2018، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في جعبته ملف غزة.
يحاول نتنياهو إيجاد حل لمعضلة القطاع بالتنسيق مع السيسي، بحسب مصادر أميركية تحديث لوسائل إعلام إسرائيلية. ورافق نتنياهو، في زيارته، عدد قليل من مستشاريه، وبقيت الزيارة مخفية حتى عن معظم أعضاء المجلس الوزاري المصغر في تل أبيب. وتؤكد المصادر الأميركية أن نتنياهو والسيسي بحثا بشكل خاص “الدفع نحو اتفاق سياسي في غزة يتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، ووقف إطلاق نار، وتقليص واسع النطاق للحصار الإسرائيلي وكذلك للحصار المصري، المفروضين على القطاع”.
ويلفت مطلعون على العلاقة الإسرائيلية المصرية إلى أن “تل أبيب، ومن ورائها واشنطن، معنية بتحميل الشركاء، كمصر، جزءً من المواجهة وإيجاد حلول”، مؤكدين أن “تسريب مضمون اللقاء في هذا التوقيت يخدم الأجندة الداخلية لرأس الهرم السياسي في تل أبيب، من خلال التظهير للمستوطنين أن معضلة غزة موضوعة ليس فقط على طاولة البحث الإسرائيلية بل على الطاولة الإقليمية، وبوصف الأطراف الأخرى جزء من الحل وليس فقط طرفاً محايداً يسعى إلى إيجاد تسوية بعد كل مواجهة مع المقاومة الفلسطينية التي فرضت، مؤخراً، معادلات ردع جديدة”.
ودفعت هذه المعادلة جيش الاحتلال الاسرائيلي إلى الخروج بصورة المتراجع أمام الفلسطينيين، الأمر الذي أدى إلى جملة خسائر تكتيكية واستراتيجية من شأنها أن تتجاوز التداعيات مع الفلسطينيين لتؤثر سلباً على جبهات أخرى، وفي مقدمها الساحة السورية.