تتسارع إنجازات الجيش السوري فتتحضّر إدلب لواقع سياسي وعسكري جديد، فيما تبدو تركيا أكثر رضوخاً للوقائع السياسية والعسكرية المفروضة عليها.
تقرير: بتول عبدون
يبدو أن أركان معركة تحرير إدلب من الإرهابيين اكتملت، ورضخت تركيا للأمر الواقع.
سيغادر وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أنقرة بـ”سلّة” ممتلئة وفق ما يؤكده مراقبون لمسار المعارك في سوريا، فالمؤتمر الصحافي الذي عقده لافروف مع نظيره مولود جاويش أوغلو قُبيل بدء محادثاتهما تكفّل بتقديم الملمح الأوضح للمرحلة القادمة، والمتمثل بـ”تصفية “جبهة النصرة”.
وفيما أكّد لافروف أنّ لـ”الجيش السوري الحق بمحاربة استفزازات جبهة النصرة في إدلب”، جاء كلام جاويش أوغلو على النغمة ذاتها عبر تأكيده “ضرورة فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين”.
وأكدت مصادر مطلعة على المشاورات التركية الروسية ان أنقرة تجهدُ للحفاظ على دور أساسي لها في توجيه بوصلة المعارك، ورسم مساراتها ومآلاتها النهائيّة وتحرص في شكل خاص على تأكيد حقّها في ضمان عدم الإضرار بأمنها القومي، ما يستوجب تحييد مناطق بعينها عن أيّ نشاط عسكري في المدى المنظور وتخليها عن “جبهة النصرة” الإرهابية وتكرار سيناريو تعامل أنقرة مع تنظيم “داعش” في وقت سابق، ليتحوّل أبو محمد الجولاني ومن معه إلى ورقة محروقة.
قُدّمت تركيا رسالة إلى “جبهة النصرة” مفادُها أنّ أنّ استمرارها في حماية إدلب بات مرهوناً بإعلانها حلّ نفسها نهائيّاً.
وبحسب المراقبين أنفسهم، يتمحور الاهتمام التركي حول الاتفاق مع موسكو على خريطة كل مرحلة من مراحل العمليات العسكريّة سلفاً. وتولي أنقرة اهتماماً خاصّاً بالاستمرار في استثمار ورقة إدلب إلى ما بعد عقد القمّة الرباعيّة المرتقبة في الأسبوع الأول من أيلول المقبل.
أما “جبهة النصرة” فسجلت موقفاً من تطوّرات إدلب المرتقبة، على لسان “عضو مجلس شورى هيئة تحرير الشام” المصري أبو الفتح الفرغلي الذي أكد أن “لا تنازل عن الجهاد والسلاح كوسيلة لتحقيق الاهداف”.
وبانتظار مآلات الموقف التركي فإن “الاتفاقات اللوجستيّة لتأمين فتح عدد من الشرايين الطرقيّة الحيوية قد أُنجزت كليّاً، وسيتم البدء في تنفيذها سريعاً ومن دون حاجة إلى عمليّات عسكريّة”، وفقاً لمصادر صحيفة “الأخبار” اللبنانية، بالتوازي مع تحشيدات عسكرية للجيش السوري على محاور عديدة في المحافظة انطلاقًا من ريفيها الغربي والجنوبي.