مع كل موسم حج، تعود السياسة لتفرض شروطها على حجاج هذا البلد أو ذاك. بالأمس/ كانت الجمهورية الاسلامية في قلب الهدف، أما اليوم فالتسييس للشعائر يطال الحجاج القطريين والمقيمين في الاراضي القطرية.
تقرير: محسن العلوي
عادت السياسة في العام الحالي لتفرض نفسها على موسم الحج كعادتها في الأعوام الأخيرة ليس من باب الخلاف السعودي – الإيراني، لكن من خلفية مشهد القطيعة السياسية بين المملكة وقطر.
وحذر أعضاء من الأسرة القطرية المالكة عبر “تويتر” المواطنين القطريين من السفر لأداء الشعائر خشية من “فخ” ينتظرهم في السعودية. وأكدت جواهر آل ثاني، زوجة أمير قطر تميم بن حمد، أن السعودية “اختارت أن تعادي القطريين وهي تمنعهم من الدخول إلى الأراضي السعودية لأنها تعتبرهم خطراً عليها”.
وأكدت وكالة الأنباء القطرية “قنا” استمرار العراقيل والإجراءات التعسفية التي تفرضها المملكة على قاطني دولة قطر دون غيرهم من مسلمي العالم، فباب الحجّ عن طريق البرّ لا زال مغلقاً تماماً، والتوجه من الدوحة إلى جدةّ مباشرة أيضاً غير متاح مما يحمّل المعتمرين والحجاج مشقّة مضاعفة.
يضاف إلى التيسييس السعودي خضوع مسألة السماح للمواطنين والمقيمين في قطر بدخول الأراضي السعودية إلى أهواء الموظفين المعنيين. وكانت السلطات السعودية قد أعلنت في وقت سابق ترحيبها بالحجاج من دولة قطر وأكدت انتهاء الترتيبات لاستقبالهم، لكنها اشترطت عدم وصولهم إلى البلاد على متن طائرات مسجلة في قطر.
يأتي ذلك في وقت يدعي فيه رئيس شؤون المسجد الحرام عبدالرحمن السديس، أن المملكة السعودية “ترحب بكل الحجاج”، مشدداً على أنها “لا تقبل المزايدة أو التسييس ولا الصراعات المذهبية ولا العقائدية في الحج”.
تسقط تصريحات السديس ومزاعمه حول عدم تسييس السعودية لفريضة الحج أمام العراقيل التي تضعها الرياض أمام الحجاج القطريين واليمنيين والسوريين، في مشهدٍ تغلب السياسة على جميع جوانبه، ويؤكد أن السعودية لا تسيّس الفريضة فقط، بل تستغلها في سياق الضغوط التي تمارسها على خصومها السياسيين.