تُولِي الفصائل الفلسطينية أهمية للمصالحة والوحدة على اتفاق التهدئة الذي ينتظر إنجازه بعد اجتماعات القاهرة خاصة، في موازاة قلق الفصائل من أن يتضمن الاتفاق أي تسهيلات يمكن للاحتلال الاستفادة منها لتمرير “صفقة القرن”.
تقرير: هبة العبدالله
في حين تستمر اللقاءات المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة لبحث بنود الهدنة مع الاحتلال الإسرائيلي، فإن أسئلة كثيرة تطرح عن مدى تقاطع هذا الهدف مع تحقيق المصالحة الفلسطيينة أو تقدم أحدهما كأولوية على الآخر. إلا أن مسؤولين من الفصائل الفلسطينية يؤكدون أن تحقيق الوحدة الفلسطينية يحظى بأهمية أكثر من اتفاق التهدئة.
يتقدم عنوان المصالحة كأولوية للاجتماعات التي ستعقد في القاهرة خاصة مع وجود إرادة مصالحة حقيقية ومن دون شروط، كما يقول المتحدث الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، معتبراً أن التهدئة مرتبطة بالمصالحة، مشدداً على أن “الهدف هو تحقيق المصالحة الوطنية ومن ثم التهدئة تحت إطار وطني فلسطيني شامل”.
ومع استعداد الفصائل الفلسطينية لتحقيق هدف الوحدة ضمن إطار وطني جامع ومعالجة الانقسام، فإن اتفاق الهدنة ما زال يشكل قلقًا بالنسبة إليها، مع تعبير كثيرين عن خشيتهم من فصل الضفة عن القطاع ضمن المساعي الأميركية الإسرائيلية لتمرير “صفقة القرن”.
برأي مسؤول الدائرة السياسية في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر”، فإن “إسرائيل أرادت من حصار غزة طوال سنوات أن يستسلم الفلسطينيون لكنها تفاجأت بما أظهره الشعب الفلسطيني في القطاع في الأشهر الماضية من أشكال نضالية جديدة بإطلاق مسيرات العودة والطائرات الورقية”.
وأمام ثبات الفلسطينيين على نهجهم الجديد، برز الحديث مؤخراً عن فك الحصار وقدمت إليهم مغريات اقتصادية ومساعدات مالية لدفع فوايتر الكهرباء ورواتب الموظفين، وفتح ممر بحري بين غزة وقبرص، وليس المطلوب هنا مساعدة المحاصرين في غز بل القضاء على المقاومة.
يُفسر البحث عن بدائل لإخضاع الفلسطينيين عجز الاحتلال عن التحرك داخل قطاع غزة من دون الأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي فرضته المقاومة الفلسطينية. وحول ذلك، يؤكد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن تل أبيب “تسعى إلى شقّ الصف داخل غزة وإبعاد أهالي القطاع عن “حماس” ليتحرّكوا لإسقاط سلطتها”، مضيفاً “إسقاط الحركة يشكّل هدفا أساسياً له”.