في الحكم والاقتصاد وعلى المستوى الاجتماعي، فشل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تحقيق نجاحات. ونجح في إلحاق أضرار كبيرة في سمعة المملكة ومكانتها كما في تجميع عوامل عدم الاستقرار التي ستقود إلى انهيار السعودية.
تقرير: هبة العبدالله
تتضرر المملكة السعودية من سياسات ولي عهدها عديم الخبرة السياسية والمعروف بتهوره وتسرعه في اتخاذ قراراته كما يقول المقربون منه. تقول مجلة “إيكونومست” البريطانية إنه يتوجب على حلفاء إبن سلمان في الغرب أن ينصحوه بالتهدئة بسبب الضرر الذي يلحقه ببلاده وسمعتها نتيجة طيشه.
تصف المجلة البريطانية سياسات إبن سلمان بأنها “غير قابلة للتنبؤ مستعينة بالأزمة التي افتعلتها السعودية مع كندا مؤخراً لتؤكد أن ردود فعل ولي العهد مفاجئة وعنيفة ومحذرة من أن قراراته تبعد عنه شعبه في الداخل والمستثمرين والحلفاء في الخارج”.
فقرار مقاطعة كندا من قبل السعودية يضر بالأخيرة بقدر ما ألحق ضررا بالطلاب والمرضى السعوديين مثلا. كذلك الأمر بالنسبة إلى المستثمرين الذين يتابعون بقلق التغييرات االمتلاحقة وغير المتوقعة في المملكة، في حين أن هؤلاء يفضلون سهولة التنبؤ بما ستقدم عليه الدول من سياسات وهو ما لا يجدونه داخل السعودية التي تسببت بأزمات تجارية عدة بسبب حصار قطر ثم اعتقال عدد من رجال الأعمال العام المضاي وصولاً إلى قطع العلاقات مع كندا، وهي عوامل يجدها المستمثرون غير مشجعة لهم وما يعرض بالتالي سمعة السعودية للخطر.
تكمل القرارات المتتالية لولي العهد السعودي تستسهل انهيار المملكة منذ تولي الملك سلمان الحكم. لم تنجح سيسات الإصلاح التي سوق لها كثيرًا في إحداث أي تغيير فعلي وإيجابي في المجتمع السعودي كما في الاقتصاد والحكم، كما أن أيًا من المحيطين بدوائر القرار الأولى في السعودية لا يملك شجاعة أن يقول لابن سلمان إنه يرتكب سلسلة من الأخطاء المدمرة. وأيضاً، فإن حلفاء المملكة في الغرب لا يقدمون النصح له ويكتفون بالفائدة التي تعود لهم من صفقات التسليح الضخمة التي يعقدها.
في تأمل المشهد السياسي، يجد الباحث السياسي الدكتور فؤاد ابراهيم مؤشرات عدة “تؤكد واقع الدولة الهشة في السعودية المهددة بعاصفة كاملة قد تؤدي إلى تزايد الاضطرابات والتحديات المفتوحة للأسرة المالكة. يذكر إبراهيم، في مقاله في صحيفة “الأخبار” اللبنانية، جملة من المعطيات ويخلص إلى القول إن السعودية “وصلت إلى واقع التهديد الوجودي لنظامها”.