أخبار عاجلة
حجاج يؤدون الطواف حول الكعبة (صورة من الأرشيف)

الحج عند السعودية أداة سياسية

تُخضع السلطات السعودية الشعائر الدينية لقيود السياسة والعلاقات مع الدول وفرض نفوذها، حيث تفرض على عدد من مسلمي العالم عدم الدخول إلى أراضيها وأداء الفريضة في تطبيق متواصل لتسييس الشعائر.

تقرير: سناء ابراهيم

تغلق أبواب بيت الله الحرام لأعوام متتالية أمام عدد من مسلمي العالم بفعل سياسات السلطات السعودية. على الرغم من ادعاء السلطات أنها لا تمنع أي مسلم من الدخول إلى الحرم المكي، إلا أن قبلة المسلمين باتت أداة سياسية بيد الرياض، إذ تفرض إجراءات على عدد من المسلمين تمنعهم من أداء الفريضة الأعظم.

يحكي المسلمون من إيران، وسورية، واليمن، ولبنان، والبحرين وصولا إلى الكويت، روايات حرمانهم من أداء الفريضة بفعل سياسات الرياض وعلاقاتها السياسية وتجريمها لبعض الفئات، لتحرم عدد كبير من المسلمين من حقهم المشروع في أداء الفريضة الأعظم عند المسلمين.

تمنع السلطات السعودية كثيراً من الأكاديميين الكويتيين من دخول أراضيها، خصوصاً أولئك المنتمين إلى جماعة “الإخوان المسلمين” أو حزب “الأمة الإسلامي”، أو المقربين من الحركات الإسلامية الأخرى التي تعمل في الكويت، ويُضاف اليهم منع السعودية للحجاج من فئة “البدون” من المشاركة في الحج وهم يمثلون 10 في المئة من سكان الكويت.

ووضعت السعودية، أيضاً، أحزاب المعارضة البحرينية المنتمية للطائفة الشيعية، على قائمة المنع، إذ إنّ قوائم الحجاج البحرينيين العاديين الآتين من بعثة الحج البحرينية تخضع للتدقيق من قبل السلطات السعودية والبحرينية في آن واحد. كما أنّ رموز المعارضة البحرينية التي تعيش في منافيها في أوروبا وأميركا وإيران والعراق، ممنوعة تماماً من دخول السعودية وأداء مراسم الحج.

وللعام الثاني على التوالي يُحرم القطريون من أداء الفريضة بفعل الأزمة الخليجية.

ومع حجاج سورية، تطبق السعودية سياسة خاصة، إذ اعتمدت منذ عام 2012 ما يسمى “الائتلاف الوطني السوري المعارض” بوصفه الجهة المُخوَّلة أمام وزارة الحج والعمرة السعودية بتسجيل حجاج سورية.

كذلك لا تستثني الإجراءات السعودية المُسيسة للفلسطينيين اللاجئين، إذ تشير وسائل إعلام متعددة إلى أن السعودية أصدرت، في عام 2017، قراراً يمنع منح تأشيرات الحج والعمرة لفلسطينيين مقيمين ببعض الدول العربية.

أما اليمن الذي تواصل السعودية عدوانها عليه، فتفرض الرياض جملة إجراءات وقيود على الراغبين في الحج، مما أثار غضباً مضاعفاً في أوساط اليمنيين الذين يعانون الأمرين في ظل العدوان الواقع عليهم وحرمانهم من حقوقهم الدينية.