تتواصل مفاعيل الأزمة السعودية الكندية بانعكاساتها على مستقبل الطلبة المبتعثين. وبعد التهديدات السعودية باعتقال الطلبة وحرمانهم من المنح السعودية، شكل عدد منهم تنسيقية في كندا من أجل التفاوض مع السلطات الكندية بشأن قرار نقلهم من جامعات كندا إلى خارجها.
تقرير: سناء ابراهيم
تتواصل تداعيات الأزمة السعودية الكندية على خلفية انتقاد الأخيرة لسجل الرياض الحقوقي المروّع.
يشكل الطلبة السعوديون في كندا أبرز المتضررين من الأزمة، بعد قرار حكومتهم بنقلهم جميعاً إلى خارج كندا، على الرغم من محاولاتهم إقناع الرياض بإلغاء القرار الذي يهدد مستقبلهم العلمي والعملي.
ومع إصرار السعودية على قراراتها وتهديدها كل طالب يرفض أو يسأل أو يشكك بجدوى قطع العلاقات مع كندا، تحدثت تقارير إعلامية عن تهديدات أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الطلبة السعوديين المبتعثين كافة في كندا، تحت طائلة قطع كل الرواتب والمساعدات المالية لهم كذلك سحب الجنسية السعودية منهم ومصادرة كل أملاكهم، في حال لم يغادروا إلى الولايات المتحدة.
لكن قراراً فاجأ الطلبة الذين يدرسون على حسابهم الخاص في كندا، إذ شملتهم مطالبة حكومتهم بمغادرتها أيضاً، لكنهم طلبوا استثناءهم من القرار على أن يعودوا إلى الوطن فور انتهاء دراستهم، لكن طلبهم هذا قوبل بالرفض والتشهير، على اعتبار أن الموقف من كندا بات “مقياساً للوطنية”.
على أثر ما يتداول وما يعانيه الطلبة، نشأت “تنسيقية الطلبة السعوديين في كندا” لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل طلبة شارف كثيرون منهم على التخرج، في محاولة لتنسيق جهودهم ومطالبة الحكومة بضرورة مراجعة القرار والتفكير في آثاره السلبية؛ خاصة أن أنباء تحدثت عن أن السلطات أصدرت قراراً بتوقيف أي طالب يعود إلى السعودية فور وصوله إلى المطار وسوقه إلى السجن، والتحقيق معه لعدم تنفيذه قرارات الحكومة.
ويرفض أكثر من 12 ألف طالب سعودي في كندا، من مختلف الاختصاصات، الانتقال من جامعاتهم في كندا إلى الولايات المتحدة، لأن ذلك سيفقدهم سنوات الدراسة ليبدؤا من جديد مع فقدانهم 5 سنوات دراسة على الأقل، لأن البرامج الأميركية في الجامعات تختلف كلياً عن جامعات كندا.
في المقابل، وبعد قرارات السلطات السعودية في وجه المبتعثين، قررت الحكومة الكندية أن تدفع عن الطلاب بدل دراستهم للجامعات، كما ستقدم لهم بدل السكن مع راتب شهري لهم على أن يعملوا ساعات إضافية في المستشفيات أو في كليات الهندسة.