ولي العهد محمد بن سلمان (بلومبرغ)

“بلومبرغ”: إلغاء طرح “أرامكو” كارثة علاقات عامة تشوه صورة ابن سلمان

الولايات المتحدة / نبأ – “إلغاء طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام يشوه رؤية الأمير السعودي الكبرى”. تحت هذا العنوان نشرت وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية الأميركية مقالاً على موقعها الإلكتروني حول إلغاء المملكة خطة طرح شركة النفط والغاز السعودية “أرامكو” للاكتتاب في البورصة.

وعلّق كاتبا المقال ماثيو كامبل وغلين كاري على إلغاء طرح “أرامكو” وحل مجموعة المستشارين الماليين الذين كانوا يعملون على خطة الطرح، وفقاً لـ”رويترز”، علّقا بالقول إن “طرح أسهم شركة النفط السعودية العملاقة للبيع كان من المفترض أن يكون أساس خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الكبرى المعروفة بـ”رؤية المملكة 2030″ لتحويل السعودية التي تعتمد على النفط إلى اقتصاد القرن الـ 21”.

وبحسب الكاتبين، فإن “اعتراف المملكة هذا الأسبوع بوقف الطرح العام الأولي للشركة يمثل الانقلاب الأكثر أهمية في خطط الأمير محمد بن سلمان”.

وأضافت “بينما سيجد طرقاً أخرى لتمويل رؤيته إلا أنه من المرجح أن يعطي هذا وقفة وقفة للمستثمرين للتفكير في صفقات أخرى تعتمد على تعهدات الحكومة”، مشيرة إلى أن “المسئولين السعوديين أعلنوا مراراً وتكراراً أن البيع سيتم في الوقت المحدد وهو النصف الثاني من 2018”.

ويرى الكاتبان أن “وقف البيع يوضح الآن عدم القدرة على التنبؤ بأوضاع البلاد تحت زعيم شاب يسيطر على السلطة السياسية منذ أكثر من عام، وذلك بدلاً من وضع علامة فارقة في واحد من أكثر المشاريع الاقتصادية طموحاً في التاريخ”.

ونقلت الوكالة عن جيمس دورسي، الزميل في “جامعة ناينغ” في سنغافورة، الذي يدرس أوضاع الشرق الأوسط قوله: “إنها ضربة نفسية ورمزية، وتعد الأحدث في سلسلة كوارث العلاقات العامة التي لا تولد الثقة”.

وكان ابن سلمان قد كشف عن خطة طرح جزء من “أرامكو” للاكتتاب في مقابلة مع مجلة “إيكونوميست” البريطانية في يناير / كانون الثاني 2016، وأعرب المسؤولون عن أملهم في أن يجلب هذا ما يزيد عن 100 مليار دولار.

وتهدف الخطة إلى طرح أسهم الشركة في كل من سوق الأوراق المالية المحلية في الرياض، وأحد المراكز المالية الدولية الرائدة في العالم. وجاء الاكتتاب العام في مركز “رؤية المملكة 2030″، وهو مخطط لاقتصاد يعتمد على التكنولوجيا وريادة الأعمال والبنية التحتية الجديدة المذهلة مثل بناء “نيوم”، المدينة ذات التقنية العالية على ساحل البحر الأحمر.

وتعتبر “أرامكو” السعودية أكبر شركة في العالم في مجال النفط والغاز، وتقدر مجلة “فوربس” الأميركية أنها تحقق إيراداً يومياً يبلغ حوالي مليار دولار. وتعمل الشركة في مجالات عدة منها إدارة أكبر حقول نفط في العالم بالإضافة إلى عمليات التكرير وصناعة الكيماويات الشاملة.

وتنافست أسواق المال الكبرى في العالم، لندن وهونغ كونغ ونيويورك، للفوز بحق الاكتتاب الأولي على أسهم أرامكو لدى طرحها للبيع.

وتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيا في الأمر، وحاول اقناع السعودية بطرح الأسهم في بورصة نيويورك، وغرد على تويتر: “سوف نقدر كثيراً للمملكة العربية السعودية القيام بالاكتتاب العام لأسهم أرامكو في بورصة نيويورك، إنه أمر هام للولايات المتحدة!”.

وفي لندن، أقرت هيئة التداول المالي تعديلات على قواعدها لتسهيل عملية الإدراج، وهو ما عرضها لانتقادات من أعضاء البرلمان ومن معهد المديرين الذين قالوا إن تكييف اللوائح لأجل شركة أرامكو السعودية قد يضر بسمعة بريطانيا في مجال الحوكمة المالية.

وحتى الآن لم تتخذ السعودية قراراً بشأن مكان إدراج الأسهم، بحسب “بلومبرغ” التي نشر مقالها بالعربية موقع “مصر العربية” الإلكتروني.