ولي العهد محمد بن سلمان مجتمعاً برئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في الرياض (صورة من الأرشيف)

“معركة في لبنان” آخر “محاولة” لولي العهد السعودي

تشكل تحذيرات الأمين العام لـ “حزب الله: لخصومه في لبنان وخارجه ألا يلعبوا بالنار رداً سابقاً على التهديدات المنتظرة من السعودية بتأزيم الساحة اللبنانية، بعدما اتخذ ولي العهد السعودي قراره بنقل المعركة إلى لبنان.

تقرير: هبة العبدالله

يعود عهد الخيبات السعودية خطوات عدة إلى الوراء ويقرر بعد خسارة الساحات كلها أن يعود إلى الساحة اللبنانية لتأزيمها وتفجيرها.

فقد حصلت جهات لبنانية نافذة على تقرير دبلوماسي غير معلن عن اجتماع عقد في الرياض بين ولي العهد محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين الكبار، بينهم وزير الخارجية عادل الجبير ورئيس جهاز الاستخبارات خالد الحميدان، ومساعد خاص لابن سلمان، خلاصته توجيهات من الأخير لنقل المعركة إلى لبنان.

يريد ولي العهد العودة إلى الساحة التي تحتفل اليوم بذكرى التحرير الثانية بالانتصار في معارك الجرود التي شكلت تحدٍ أمنياً خطيراً فرض على لبنان واللبنانيين على مدى 4 سنوات وضعت فيه السعودية في دائرة الاتهام الأولى.

يشكل لبنان كذلك نموذجاً مستفزاً ومزعجاً للسعودية، فقد تسببت بيروت بإحراج الرياض على المستوى الدولي حين اتهمتها صراحة باختطاف رئيس وزرائها في نوفمبر / تشرين الثاني 2017، وأفشلت مخططها بتفجير الساحة اللبنانية.

يذكر اسم وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان على أنه رجل السعودية الذي هدد اللبنانيين علناً بالحرب خلال عام 2017، ثم اختفى. يتكرر النموذج نفسه مع مقال خالد السليمان في صحيفة “عكاظ”، يوم الأحد 26 أغسطس / آب 2018، والذي تذمر فيه من الوعود المتواصلة التي يقدمها حلفاء لبنان من دون أي نتائج على الأرض.

تعني المواجهة السعودية اللبنانية اعترافاً غير معلن من ولي العهد أن الخيارات السياسية والعسكرية لبلاده فشلت في اليمن وسوريا والعراق، وأن المملكة تحتاج بالفعل إلى التعويض عن خسائر كان لها تداعياتها السلبية على مكانتها بين الدول العربية والإسلامية.