تواصل رئيس الاستخبارات السعودية خالد الحميدان هاتفياً مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، طالباً قطع العلاقات مع إيران مقابل تمويل عملية إعادة الإعمار في سوريا، وأمور اخرى. كان الجواب السوري: نحن جزء من محور وتحالفاتنا ثابتة. تكشف هذه التفاصيل وتفاصيل أخرى صحيفة “الأخبار” حول محاولات الرياض التواصل مع دمشق لتجنبها فضيحة دعم الجماعات الإرهابية.
تقرير: محسن العلوي
بالتزامن مع زيارة وفد أميركي إلى سوريا، سُجّل التواصل الثالث بين الرياض ودمشق منذ بدء الأزمة السورية في مارس / آذار 2011 وتورط السعودية في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة على الأراضي السورية.
تواصل رئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد الحميدان هاتفياً مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، حاملاً له العرض السعودي القديم نفسه، وهو قطع العلاقات مع إيران في مقابل تمويل عملية إعادة الإعمار في سوريا، فكان الجواب السوري: نحن جزء من محور وتحالفاتنا ثابتة.
وأكدت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن الحميدان طرح فكرة اللقاء المباشر، فكان جواب المملوك: إننا موجودون في الشام ومن يرد زيارتنا يمكنه ذلك. جديرة الإشارة إلى أنه في يوليو / تموز 2015، وعندما زار مملوك الرياض، التقى ولي العهد محمد بن سلمان الذي أبلغه حينها أن مشكلة السعودية مع النظام السوري أنه مؤيد لإيران وأنه جزء من محور المقاومة.
على مقلب آخر، كشفت الصحيفة وقائع اللقاء الأميركي السوري في منطقة المزّة السورية، والذي جمع ضابطاً أميركياً رفيع المستوى كان يترأس وفداً ضمّ ضبّاطاً من وكالات استخبارية وأمنية أميركية عدة، بمملوك، وإلى جانبه عدد من القادة الأمنيين والعسكريين السوريين.
استعرض الجانبان مختلف جوانب الأزمة السورية ومراحل تطورها وتداعياتها. وقدم الطرف الاميركي عرضاً واضحاً ومحدداً: الولايات المتحدة مستعدّة لسحب جنودها بالكامل من الأراضي السورية وفق ترتيبات أمنية يشرف عليها الجيشان الروسي والسوري، مقابل تلبية دمشق ثلاثة مطالب أميركية، هي: أهمها انسحاب إيران بشكل كامل من منطقة الجنوب السوري، وتزويد الجانب السوري الأميركيين بمعلومات كاملة عن المجموعات الإرهابية وأعضائها ومن بقي منهم على قيد الحياة.
رد مملوك على طلبات الوفد بشكل واضح وحاسم، مؤكدا للوفد ما يلي: أولا، انتم قوة احتلال، دخلتم الأراضي السورية عنوة من دون استئذان ويمكنكم أن تخرجوا بالطريقة نفسها. ثانياً، سوريا جزء من محور واسع. ثالثاً، الأولوية السورية بعد الحرب التعاون مع الدول الحليفة والصديقة، وليس وارداً لديها إعطاء تسهيلات لشركات بعض الدول التي شاركت في الحرب عليها ولا تزال. وفي ما يخص المعلومات حول الجماعات الإرهابية، كان الرد السوري على الوفد الأميركي أنه لدى سوريا بنية معلوماتية ضخمة ومتطورة عن المجموعات الإرهابية، وهي لن تقدم على أي تعاون أو تنسيق أمني في هذا الشأن قبل الوصول إلى استقرار في العلاقات السياسية بين البلدين.