لم يضف اعتراف السعودية بإلغاء طرح 5 في المئة من أسهم شركة النفط والغاز السعودية “أرامكو” على الاكتتاب في البورصة إلا اعترافاً بالفشل في تمويل “رؤية 2030” لصاحبها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وربما قد يسبق ذلك تراجعاً عن الرؤية المتعثرة والتي بات تمويلها صعباً.
تقرير: هبة العبدالله
تبدو الحكومة السعودية أكثر من عاجزة حين تقرر تأجيل وضع أسهم شركة “أرامكو” في البورصة أو وقفها. فاعتراف الرياض بإلغاء العملية التي سوقت لها طوال عامين يعد مثالاً واضحاً من الأمثلة الغريبة التي تخرج من المملكة، كما يقول سايمون كونستابل في مقال تحليلي له في موقع “ميديل إيست آي” الإلكتروتي.
يضيف الكاتب “بيع شركة نفط عملاقة مثل “أرامكو” يتطلب وجود سوق نفطية قوية وسوق مالية قوية وهو ما لم يكن موجودا في عام 2016 حين أعلن ولي العهد عن خطته التي رفع فيها حدود قيمة لشركة إلى تريليوني دولار، وهو ما اعتبر تقييماً كبيراً في المعايير الدولية”.
كانت وقت ذاك، أسعار النفط في أدنى مستوياتها وكانت أسواق رأس المال محددة بالمشاكل الاقتصادية خاصة في الصين، وهو ما فاقم القلق بشأن النظام المصرفي في أوروبا.
وينقل الموقع عن المحلل في “إيميا” والباحث الدولي السياسي في شركة “تي أس لامبارد” في لندن، ماركوس شينفيكس، قوله إن المشروع في أساسه لم يكن عرضا عادياً في البورصة فالسعوديون اقترحوا وضع الشركة في أسوأ ظروف ممكنة لتبيع فيها شركة نفط، ومن ثم قرروا التراجع في أفضل الظروف لبيع شركة نفط.
تتابع صحيفة “هآرتس” باهتمام أيضاً عثرات الاقتصاد السعودي، ويقول الكاتب فيها ديفيد روزنبيرغ، في مقال، أن الاكتتاب كان المفترض أن يساعد في دفع بعض فواتير “رؤية 2030” لوضع أسس الثورة الاقتاصدية التي وعد بها ولي العهد، لكن بوقف عملية البيع يكون تمويل التحولات التي يقودها ابن سلمان قد فقد”، وبالتالي، فقد بات واضحاً الآن، يقول روزنبيرغ، إن “رؤية 2030” ليست عملية التحول الجريئة التي وعد بها ابن سلمان والحملة التسويقية التي رافقتها.
يعتري التشاؤم ذاته الباحث الأميركي ومدير “برنامج الخليج وسياسة الطاقة” في “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، سايمون هندرسون، الذي تحدث في تقرير نشره موقع المعهد الإلكتروني عن إشارات محيرة تبعثها السعودية التي لم تستفد من الانتعاش الأخير في أسعار النفط، بل أوقعت نفسها بإحراج كبير بالاعتراف بإلغاء طرح “أرامكو” على الاكتتاب العام.