الإمارات / نبأ – تحدثت الإذاعة الألمانية دويتش فيليه عن دور دولة الإمارات العربية وتحركاتها في المرحلة الحالية.
الإذاعة اعتبرت أن كل التحركات والجهود التي تحاول من خلالها دولة الإمارات الظهور على الساحة السياسية تهدف إلى الفكاك من السيطرة السعودية وتوجيه رسالة للرياض بأن أبو ظبي تستطيع أن تلعب دورا بعيدا عن الشقيقة الكبرى، تماماً كما فعلت دولة قطر من قبل وحتّى اليوم.
تقرير للإذاعة أكد أن مواقف الإمارات فيما يتعلق بمحاربة تنظيم داعش ودعمها إقصاء الإخوان المسلمين أصبح يثير جدلاً حول طموحات هذه الدولة – المعروفة بالرفاه الاقتصادي – في معترك السياسة الدولية.
التقرير تساءل حول إمكانية أن تتوجه الامارات إلى محاولة التفرّد بقراراتها وأن تقتفي أثر الخطوات القطرية وتتجه بعيداً خارج الدائرة السعودية.
الصحفي والمحلل حسين مجذوبي قال بأن الإمارات دولة تبحث عن مكانة لها في الشرق الأوسط، إلّا أنها تفتقد للبوصلة الاستراتيجية، حيث صارت تعتقد، بحسب قوله، أن الخطر الرئيسي هو تنظيم الإخوان المسلمين بسبب موقفه الرافض للأنظمة الملكية، كما أن أبوظبي لا تمتلك الإستثمارات في العالم العربي، كما هو بالنسبة لقطر، فضلاً عن افتقادها للمقومات المطلوبة لصناعة دولة قوية وسط الخريطة الدولية المليئة بالصراع.
مجذوبي اعتبر أن أول مبادرة للإمارات في اتجاه الطلوع؛ تجلّت في تسليح المعارضة السورية، غير أنها حملت لها انتقادات واتهامات بتمويل الإرهاب، وهذا ما أشار إليه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه المثير للجدل في جامعة هارفارد، وهو ما اعتبره المراقبون تحذيراً من أجل الكف عن تزويد الإرهابيين بالأسلحة.
مجذوبي رأى أنه سواء بقيت الإمارات مع السعودية أو خرجت من جلبابها فإن أفقها محدود للغاية في السياسة الدولية، لأن المال لا يصنع القوة، على حدّ قوله، كما أن الدول التي لا تمتلك قوة عسكرية وصناعة عسكرية تكون قاصرة عن لعب دور هام في السياسية الدولية.
وأشار مجذوبي إلى التناقض في سياسة الإمارات حيث تدّعي مواجهة الإخوان المسلمين لأنهم يستغلون الدين في السياسة بينما تُسلّح معارضة متطرّفة وهي جبهة النصرة القريبة من القاعدة في سبيل مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد.