بالتزامن مع الجرائم والغارات المتواصلة من قبل تحالف العدوان في اليمن، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن ضلوع الإمارات باغتيال أئمة مساجد عدن التي تكتنفها الفوضى.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما لم تكتف كل من السعودية والإمارت بشن الغارات وقتل أطفال اليمن، عبر التحالف الذي تقودانه، فإن أذرعهما تتمدد لنشر الإرهاب في المدن اليمنية التي تصارع العدوان وتحاول انتشال أجساد أبنائها من كفن الموت المحتم.
واتهمت صحيفة “واشنطن بوست” الإمارات والعناصر المدعومة من قبلها بالوقوف وراء عمليات اغتيال أئمة المساجد في عدن، خاصة أولئك الذين ينادون بالوحدة اليمنية، ويرفضون دعوات الانفصال التي تدعمها الإمارات، مشيرة إلى أن عمليات القتل ما زالت لغزاً. فعلى الرغم من التكهنات التي تنتشر هنا وهناك، فإن أي جماعة لم تعلن مسؤوليتها عن تلك الاغتيالات، ولم يتم اعتقال أي من الجناة حتى الآن.
وبحسب الصحيفة، فإن عمليات القتل التي تستهدف رجال الدين في عدن مرتبطة بالصراع على السلطة بين حلفاء الولايات المتحدة هناك، السعودية والإمارات. وعلى الرغم من أن البلدين دخلا غمار الحرب في اليمن ضمن تحالف واحد، فإن لكليهما رؤى مختلفة لمستقبل اليمن.
وارتفعت وتيرة عمليات القتل التي تستهدف رجال الدين منذ أكتوبر / تشرين الأول 2017، حيث تشير الإحصاءات إلى مقتل نحو 15 رجل دين، من بينهم اثنان في شهر يوليو / تموز 2018، حيث تعرض جميعهم لهجمات بإطلاق نار على سياراتهم أو بالقرب من مساجدهم، الأمر الذي دفع العشرات من رجال الدين إلى الفرار من عدن وبعض المناطق القريبة منها.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤول أميركي ترجيحه أن يكون بعض عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي وراء مقتل رجال الدين، مشيراً إلى أن “حزب الإصلاح” يواجه بالفعل ضغوطاً شديدة في عدن وأماكن أخرى، سواء من الناحية السياسية أو الأمنية”.
وتعيش مدينة عدن، التي تقع تحت سيطرة حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور، هادي حالة من الفوضى، حيث كان للاغتيالات أثر مروع على المساجد، فلقد أُغلق بعضها في حين توقف رجال دين عن إمامة صلاة الفجر، خشية عمليات التصفية الجسدية، في حين اضطر آخرون إلى الاستعانة بالحراس الشخصيين.