على الرغم من المضايقات التي تتكرر كل عام في المنطقة الشرقية لمنع الأهالي من إحياء مراسم عاشوراء، لا يزال الصوت الصادح بالحق ورفض الظلم ينبض بشكل مستمر.
تقرير: سناء ابراهيم
يدخل الاعتداء على المضائف، وتدمير الحسينيات، ومنع إقامة الشعائر الحسينية، ضمن مشهدية استهداف السلطات السعودية للمراسم العاشورائية في المنطقة الشرقية، والتي تتكرر في كل عام منذ تأسيس السلطة في مختلف مراحلها وحكامها، لترسم صورة واضحة عن تقييد الشعائر والممارسات الدينية التي يحييها الأهالي في كل عام برغم القيود.
منذ تأسيس الدولة السعودية بجيلها الأول والثاني والثالث، تتكرر فصول مسرحية استهداف الشعائر العاشورائية، إذ تعمد السلطات بمختلف أدواتها العسكرية إلى منع أية مظاهر من الإحياءات على حب أهل بيت النبوة (ع) بذريعة البدع والتكفير، حيث كانت تصدر فتاوى من أجل تحريم الممارسات الدينية، ومعاقبة من يؤديها.
على امتداد السنوات الماضية، تحمَّل أبناء المنطقة الشرقية القيود الصارمة على الشعائر الدينيّة بما فيها شعائر عاشوراء، التي عانى القائمين عليها اضطهاد متواصل، بالتزامن مع الاعتداءات الإرهابية التي عانتها البلدات. وفيما كانت المنطقة مهمشة من الحماية الأمنية، تداعى الأهالي إلى استحداث لجان الحماية الأهلية التي وبرغم تحديد دورها في حماية المساجد ودور العبادة والتجمعات العاشورائية إلا أنها لم تسلم من استهداف السلطة لها عبر استدعاء أعضائها واعتقال بعضهم والتحقيق معهم.
وفي حين يصر الشرقيون على إحياء النهج الحسيني وإقامة مراسم عاشوراء في كل عام، تستشري السلطة في القمع والاعتداءات التي تلونت بين منع نشر الرّايات والأعلام في الشّوارع العامّة وعلى أعمدة الإنارة، وحظر جمع وتوزيع صناديق التبرّعات لدعم مراسم العزاء، إضافة إلى عدم نصب نقاط الحماية، وإزالة المضائف الحسينيّة من الشّوارع، والتّوقف عن الخروج في الموكب الموحد، وهي الإجراءات التي لم تثن الأهالي عن ممارسات شعائرهم في كل عام مؤكدين بصوت واحد على نداء الامام الحسين (ع): “هيهات منا الذلة”.