تضع حسابات المصالح الأميركية مع السعودية والإمارات دماء اليمنيين ودمار اليمن جانباً، ليغلب عليها طمع واشنطن بالأموال السعودية الطامعة هي الأخرى بالإمكانات التسليحية الأميركية.
تقرير: هبة عبدالله
برغم كل الضغوطات الدولية والحقوقية، لا تجد الولايات المتحدة محرجة من مواصلة دعم حلفائها في عدوانهم على اليمن في قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية لهذا البلد الفقير.
يندفع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبو إلى رفض نصائح كبار المستشارين والخبراء في شؤون المنطقة في مسألة وقف الدعم الأميركي للسعودية، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” التي اطلعت على مذكرة سرية للخارجية الأميركية يؤيد فيها بومبيو استمرار صفقات الدعم العسكري التي تقدر بنحو ملياري دولار.
لم يستجب بومبيو لمساعي ممثلي “وكالة التنمية الدولية” الذي طلبوا منه وقف المساعدات العسكرية للسعودية والإمارات نظراً إلى قلقهم العميق من عدم التزام “التحالف الذي تقوده السعودية” بمراعاة المدنيين.
بل إن الوزير الأميركي فضّل فريق مستشاريه الخاص بشؤون الكونغرس الذي أبلغه بأن إرجاء الدعم العسكري للسعودية سيقوض الاتفاقية لتزويد السعودية والإمارات بنحو 120،000 قذيفة وصاروخ موجه.
لا يأسر بومبيو، بموقفه المتماهي مع اهتمامات ترامب المالية في علاقاتها وسياساتها الخارجية، مواقف أغلب أعضاء الكونغرس والمشرعين الأميركيين. تعبر السيناتورة جين شاهين في ردّها على “مصادقة بومبيو” للتحالف السعودي بالقول إنه “واضح بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك المصادقة كانت كاذبة عند إعلانها، وما الكشف عن المذكرة الداخلية لوزارة الخارجية إلا تأكيد إضافي على انتهاك الإدارة الصارخ للقانون الأميركي”.
لم يلق إعلان بومبيو دعمه للعدوان السعودي على اليمن صدى داعماً له في الكونغرس، حيث يبذل عدد من المشرعين جهوداً كبيرة لإلغاء المساعدات العسكرية الأميركية للعدوان الذي أسفر عن قتل أكثر من 16700 مدني، بحسب الأمم المتحدة، التي وصفت الحرب في اليمن بأسوأ أزمة إنسانية في العالم وهو ما لا تكترث له إدارة ترامب الطامعة بمليارات المملكة.