لم يتأخر ثأر إيران لشهداء الأهواز. فقد استهدف الحرس الثوري، في عملية شديدة الدقة، الإرهابيين في شرق الفرات، في عملية تظهر أن طهران جاهزة للرد على أي اعتداء، وأن رعاة الإرهاب في الخليج والعالم، عليهم أن يدركوا مدى صعوبة الحرب الأمنية معها.
تقرير: محمد البدري
بدأت إشارات “الإنتقام المهلك” كما وعد الحرس الثوري الإيراني. جاء الرد بالبالستي” على الإرهابيين وداعميهم، إذ استهدف الحرس الثوري بصواریخ بالستیة عدة (أرض – أرض) مقر قادة عملية الأهواز الإرهابية في شرق الفرات في سوريا. ووفقاً للمعلومات، فإن عدداً كبیراً من الإرهابیین وقادة جریمة الأهواز قد قتلوا أو جرحوا خلال هذا الهجوم.
وأكد الحرس الثوري، في بيان، أنه “تمّ استهداف مكان تجمع الإرهابيين التكفيريين المدعومين من أميركا ومن الدول الثرية في المنطقة”، في تلميح يقصد السعودية والإمارات، مشيراً إلى أن اسم العملية “ضربة محرم”، وأنه “تمّ استخدام صواريخ متوسطة المدى وجهّت لاستهداف الإرهابيين على بعد 570 كلم نحو شرق الفرات في سوريا”، مشيراً إلى أن الصواريخ من نوع “ذو الفقار” و”قيام” أطلقت من كرمانشاه في غرب إيران، في اتجاه مقر الإرهابيين في البوكمال في شرق سوريا.
وأوضح البيان أيضاً أنه “تمّ استهداف تجمعات الإرهابيين بصواريخ أطلقتها 7 طائرات مُسيَّرة إيرانية”، لافتًا الانتباه إلى أن “المعلومات والتقارير الدقيقة تشير إلى قتل وجرح عدد من الإرهابيين المستهدفين”.
حملت الصواريخ الإيرانية رسائل مباشرة وواضحة التوجه، إذ كتب على الصواريخ عبارات “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل” و”الموت لآل سعود”.
وفيما صوّرت طائرات مسيرة استهداف مقر الإرهابيين في البوكمال، فإن طهران أرادت توجيه رسائل إلى الدول الداعمة لهم، إذ أعلن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي أن “الضربة لمقر الإرهابيين المسؤولين عن هجوم الأهواز لم تكن الانتقام الأصلي”.
وأتى الرد الإيراني على الهجوم الذي شنه إرهابيون على عرضٍ عسكري في الأهواز في جنوب غرب إيران، في 23 سبتمبر / أيلول 2018، وراح ضحيته 25 شهيداً، وأعلن تنظيم “داعش” المسؤولية عن الهجوم.
هجوم الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ البالستية على مواقع للإرهابيين في سوريا هو الثاني من نوعه، بعد الهجوم الذي استهدف مواقعهم في مدينة دير الزور خلال عام 2017. وهو الهجوم الثالث خارج البلاد، بعد هجومٍ استهدف مقار “الحزب الكردستاني الإيراني”، في إقليم كردستان العراق.