أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي قتل بأوامر عليا سعودية ملكية، وقطّع بمنشار عظام.
تقرير: محمد البدري
“كبار المسؤولين الأمنيين الأتراك باتوا على قناعة تامة وبأدلة واضحة بأن الصحافي والكاتب السعودي جمال خاشقجي قد قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وذلك بناء على أوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي السعودي. هذا ما أكدته صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاً عمن وصفته بمسؤول تركي كبير.
وصف المسؤول التركي عملية قتل خاشقجي بـ “السريعة والمعقدة”، موضحًا أنها “تمت في غضون ساعتين” بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر / تشرين الأول 2018.
وأكدت الصحيفة أن “من نفذ الجريمة كان عملاء سعوديون وصلوا لهذا الغرض، حيث أقدموا على تقطيع خاشقجي بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض”، على حد وصف المسؤول التركي.
ولفتت “نيويورك تايمز” الانتباه إلى أن “المخابرات التركية استطاعت الحصول على مقطع فيديو لجريمة القتل، بواسطة مصدر مجهول”. وقالت الصحيفة إن ذلك يتفق مع ما نقلته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية من مصدر رفض الكشف عن هويته، وأكد أن الأتراك “بات في حوزتهم فيديو للجريمة من داخل القنصلية السعودية، بما يشكل دليلاً قاطعاً”.
أحد أعضاء فريق الاغتيال السعودي، بحسب الصحيفة، كان خبيراً في الطب الشرعي والتشريح، وهو العقيد صلاح الطبيجي، ويعتقد أنه من أشرف على تقطيع جثة خاشقجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن 15 عميلاً سعودياً وصلوا إلى إسطنبول في اليوم نفسه الذي دخل فيه خاشقجي إلى القنصلية، وقد حددت الأجهزة التركية أسماءهم ومناصب معظمهم داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية السعودية.
مسؤولون أتراك آخرين قالوا إن الطائرة الأولى حملت 9 من الفريق الأمني السعودي، وهبطت في مطار أتاتورك في إسطنبول، يوم الثلاثاء الماضي، وحجز الفريق غرفاً في فندقين بالقرب من القنصلية لمدة ثلاث ليالٍ، لكنهم لم يمكثوا هذه المدة، وغادروا في اليوم نفسه على الطائرة نفسها التي قدموا عبرها، والتي توقفت في دبي، قبل أن تستأنف رحلتها إلى الرياض.
أما الطائرة الثانية، فقد أقلت 6 ركاب آخرين من الفريق، وهبطت في مطار أتاتورك، مساء الثلاثاء الماضي أيضاً، وغادرت بعد نحو ساعة فقط من وصولها وتوقفت في القاهرة، قبل عودتها إلى الرياض.