تتعاظم مخاوف تل أبيب من تهاوي مكانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن، الذي تعتبره تل أبيب شريكاً استراتيجياً لها في المنطقة، وممراً لمشاريعها.
تقرير: محمد البدري
“تداعيات ستكون كارثية على مصالح إسرائيل الاستراتيجية، في أعقاب تهاوي مكانة نظام الحكم السعودي في الولايات المتحدة”. هذا ما حذّر منه مسؤولون إسرائيليون، في ظل تفاعل قضية إخفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.
ونقل موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإلكتروني عن مسؤولين ومعلقين توقعاتهم أن يسهم التراجع الكبير لمكانة نظام الحكم السعودي في واشنطن في تقليص قدرة تل أبيب على احتواء ما سمّوه “الخطر الإيراني” إلى جانب أنه سيفضي إلى “تراجع التعاون” بين تل أبيب والرياض، وسيؤدي إلى “عدم استفادة” القيادة الإسرائيلية من دور ولي العهد محمد بن سلمان في الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات سياسية.
وقال عيران ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي لرئيس حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو، إن “أي تطور يفضي إلى المس بمكانة نظام الحكم السعودي في واشنطن لا يخدم المصالح الإستراتيجية لإسرائيل، لأنه سيحرم تل أبيب من الاستفادة من التأثير السعودي على الإدارة الأميركية، والذي كان يوظف على نطاق واسع في تحقيق مصالح مشتركة للجانبين”.
وأشار ليرمان إلى أن “التساؤلات داخل الولايات المتحدة حول مدى صلاحية بن سلمان كزعيم للسعودية وكشريك “مريح” للولايات المتحدة، تفجرت في واشنطن قبل قضية خاشقجي”.
ولم يستبعد ليرمان أن تتحرك المنظمات اليهودية “التي تعمل لمصلحة إسرائيل في الولايات المتحدة داخل الكونغرس لمحاولة مساعدة السعودية في الخروج من هذه الورطة”، موضحاً أنه وصل إلى هذا الاستنتاج من خلال عمله سابقاً كمسؤول فرع “اللجنة الأميركية اليهودية” في تل أبيب.
بدوره، قال دوري غولد، الذي سبق أن شغل منصب وكيل الخارجية ومندوب الاحتلال الدائم في الأمم المتحدة، أن “مصالح إسرائيل ستتعرض للخطر بسبب قضية خاشقجي على اعتبار أن هذا التطور في الرياض سيمس بالتوازن الإستراتيجي القائم في المنطقة”.
كذلك، قال هيرب كينون، المعلق في “جيروزاليم بوست”، إن ما “حدث لخاشقجي جعل وسائل الإعلام الأميركية تجزم بأن رهانات جاريد كوشنير مستشار وصهر الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب على العلاقة مع ابن سلمان في خطر”.