ورقة نقدية من فئة 50 ريال سعودي

“علاوة” للسعوديين لتغطية قتل خاشقجي

تلقي قضية تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقرار تصفية الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي بظلالها على الداخل السعودي، الذي يخشى الملك وابنه انفجاره فيخرجان بأمر ملكي جديد لتهدئة الأوضاع.

تقرير هبة عبدالله

أمرت السعودية باستئناف صرف العلاوات السنوية لموظفي الدولة بدءً من بداية عام 2019. وتمثل الأمر الملكي في اعتماد صرف العلاوة السنوية بوضعها وإجراءاتها السابقة نفسها كما قال وزير الخدمة المدنية السعودية سليمان الحمدان لتلفزيون “العربية”، مؤكداً أن المملكة ستدفع العلاوة السنوية لموظفي الدولة بحلول مطلع عام 2019.

ومن جانبه، قدم الحمدان الشكر للملك السعودي وولي عهده بمناسبة صدور الأمر الملكي باعتماد صرف العلاوة السنوية بوضعها وإجراءاتها السابقة نفسها. وهو إمتنان تريده السلطة من المواطنين والموظفين.

تستعمل السعودية المال حين تشعر بخشية من غضب ما قد يبدأ بالتحرك في الشارع السعودي، وتمنح موظفي الدولة زيادة لتهدئ الانفجار الذي تحركه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة في السعودية.
فالرياض التي كانت قد تعرضت لضغوط جراء انخفاض أسعار النفط، ألغت العلاوات التي تعادل راتب شهر في سبتمبر / أيلول 2016، وأعادت صرف العلاوة لبعض الموظفين الحكوميين في أبريل / نيسان 2017. وها هي تبدأ بتنفيذ القرار في الوقت الذي ينتظر الرأي العام الدولي والعواصم الغربية انتهاء نتيجة التحقيق السعودي وكشف المتورطين في قضية تصفية الكاتب الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

تأتي هذه العلاوة كمحاولة لتغطية على الاغتيال الفضيحة بالنسبة إلى الدولة التي يحكم على كل مفاصلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. يريد الرجل الذي شارك فريق من 15 شخص أبرزهم من المقربين منه ومن المحيطين فيه أن يقنع العالم أن التخطيط لقتل خاشقجي حصل من دون علمه، وأن مسؤولين صغاراً اتخذوا قرارات منفردة في هذا الشأن.

وأيضاً، يأتي القرار السعودي بالتزامن مع اقتراب أنقرة من إتمام تحقيقها الذي قالت إنها ستشكفه كاملاً عندما يحين الوقت، وبعدما قدمت الرياض روايتين لم يقتنع أي مسؤول غربي أو مواطن عادي فيهما.

إذن، إنه قرار ملكي تريد منع السعودية لعب ورقتها الدائمة بتهدئة الداخل وحماية الحكم من البركان.