بينما منع تحالف العدوان السعودي سلاج الجو العُماني من إنقاذ العائلات المحاصرة في منازلها في محافظة المهرة في شرق اليمن بسبب إعصار “لبان”، بدأت الرياض رفع عناوين الإغاثة للتمدد في المحافظة.
تقرير هبة عبدالله
تركت العاصفة المدارية “لبان” آلاف الأسر اليمنية من دون مأوى مخلفة دمارا واسعا في الأملاك العامة والخاصة ومتسببة بتشرد نحو 3700 أسرة.
كانت محافظة المهرة الأشد تضرراً بعدما غمرت المياه منازلها وجرفت مزارعها ومحالها التجارية، إلى جانب محافظتي سقطرى وحضرموت، حيث خلفت العاصفة دماراً واسعاً في الأملاك العامة والخاصة فيها.
وبعدما دمرت السيول المنازل ومحتوياته ودفعت مواطني المهرة للنزوح منها إلى المدارس والمؤسسات الحكومية، حيث تقدم لهم بعض المساعدات من قبل المنظمات الدولية التي أغفلت من نزح من أهالي المحافظة إلى أقاربهم في محافظات أخرى.
حاولت السعودية سريعاً استغلال الكارثة الإنسانية لبسط نفوذها العسكري في المحافظة اليمنية متحججة بالإعصار لتوسيع نفوذها في المنطقة المنكوبة. فبعد ساعات من انتهاء إعصار “لبنان” دخات المروحيات السعودية إلى المهرة بذريعة إنقاذ ضحايا الإعصار، وعمل تحالف العدوان على تدشين جسر جوي وبري والتعهد بدعم عمليات فتح الطرقات وإصلاح شبكات الكهرباء وهي وعود قدمها السفير السعودي إلى اليمن محمد آل جابر، بعدما خلفت العاصفة أضرار فادحة في البنية التحتية في المهرة وفي مساكن المواطنين وممتلكاتهم.
وتأتي الوعود السعودية لأهالي المهرة الذي يرفضون الوجود السعودي في محافظتهم ويعتبرونه احتلال للبلاد، كمحاولة واضحة من الرياض لاستثمار الكارثة في المهرة لإيجار مبررات لتعزيز وجودها العسكري هناك.
يؤكد سكان المحافظة أنه لم يسبق أن مرت كارثة إنسانية على سكان منطقتهم بهذا الحجم من قبل، فـ “لبان” دمرت كثيراً من المنازل والطرقات وستمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم حتى وقت بعيد على الرغم من توقف العاصفة.
أما بالنسبة إلى السعودية التي منعت دخول سلاج الجو العُماني للمهرة من أجل إجلاء سكانها، فهي ستعزز مع الإمارات وجودها في المحافظة والذي كان محمياً في السابق تحت شعارات الإغاثة التي بدأت عقب الإعصار الذي وقع أواخر في عام 2015، بما يجعل المهرة مقبلة على أزمة جديدة تسعى فيها أبو ظبي والرياض للهيمنة على الجزيرة الأكبر في المنطقة العربية.