نبأ نت – انتقدت صحف ألمانية ردود الفعل الصادرة عن الحكومة الألمانية في قضية مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كما تطرقت إلى الضغط الدولي على العائلة المالكة في السعودية.
وعلقت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” بالقول، بشأن قضية خاشقجي، “الغرب لا يبقى له حالياً سوى الأمل في أن لا تكون الجريمة الدموية وقعت بتفويض من ولي العهد (السعودي محمد بن سلمان) الذي رأى فيه البعض، سياسيون أو رجال أعمال إصلاحياً لا تشوبه شائبة”
وأضافت “حتى لو أن القصر الملكي أدعى أنه فوجئ بعنف النظام الذاتي، فلا يمكن المرور ببساطة إلى الحياة العادية. فحتى “الشريك الاستراتيجي” وجب التوضيح له أنه توجد حدود لا يمكن القبول بتجاوزها”.
بدورها، قالت صحيفة “فيستفيليشه ناخريشتن” الصادرة بمونستر إن “عملية القتل المرعبة والمحاولات الحمقاء لإخفاء الجريمة العنيفة تتحول إلى أرجوحة بالنسبة إلى القصر الملكي السعودي. وفي الرياض كان الهدف في الأصل هو التخطيط لمستقبل العربية السعودية التخلي عن النفط والانتقال إلى عصر التكنولوجيات الجديدة، كمشروع هيبة للدولة الصحراوية. والآن تلطخ السعودية بالدم، ووجب عليها تقبل السؤال: إلى أي مدى البلاد جديرة بالثقة؟ والأمير سلمان المنوه به “كإصلاحي” يواجه سمعة سيئة”.
كذلك، انتقدت صحيفة “تاغستسايتونغ” السياسة الألمانية اتجاه السعودية والحرب في اليمن، فقالت: “هناك علاقة مباشرة بين صادرات الأسلحة من ألمانيا ومعاناة الناس في اليمن، ولكن للتو تمكنت الحكومة الألمانية من فرض وقف صارم لتلك الصادرات، ليس لتفادي استخدام الأسلحة الألمانية في الحرب، بل كوسيلة ضغط سياسية محضة لانتزاع كشف الحقيقة في قضية الصحافي المقتول جمال خاشقجي”.
وبحسب “تاغستسايتونغ”، فإن “الهدف (من وقف الصادرات) بالطبع مشرف، لأن المرء يرتاح عندما يعرف أن الحكومة الألمانية لا تقبل ببساطة أن تقوم دولة شريكة بتصفية صحافي غير محبوب لديها. وهذه الوسيلة قد تكون ناجعة، لا سيما عندما تشارك دول أوروبية أخرى في وقف الصادرات، ليتسبب ذلك في وجع الحكومة السعودية. ووسيلة الضغط تبقى محدودة، لأنه فور انتهاء السبب قد تتواصل صادرات الأسلحة. وعما إذا كانت الحرب في اليمن ستستمر أم لا، فهذا لا يلعب في ذلك أي دور”.
وجدير الذكر بإن الموقف الألماني يعد أقوى رد فعل غربي حتى الآن على اعتراف الرياض بمقتل خاشقجي داخل القنصلية، في الثاني من أكتوبر / تشرين الأول 2018، حيث نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية مايكو هاس بمقتله، وطالبا الرياض بتوضيح ما حدث. وإضافة إلى الموقفين، تراجعت ألمانيا عن قرار صدر بالموافقة على مبيعات أنظمة مدفعية ألمانية للرياض.