أكدَت الباحثةُ السعودية المعارضةُ مضاوي الرشيد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “حطم الصورة الأسطورية للسعودية”، مشيرة إلى أن “الاختلاف المزعوم بين الاستبداد الجمهوري السلطوي ما بعد الاستقلال في العالم العربي يدور حول أسطورة مستمرة، إذ يُعتقد أن الأنظمة الجمهورية دموية وعنيفة وغادرة، في حين أن الملكيات هي دكتاتوريات خيرة، توزع المزيد من الجزر أكثر من العصي”.
ولفتت الرشيد، في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إلى أنه “يُعتقد أن الأنظمة الملكية تحكم بالإجماع والاستنساخ، فهم أفضل في إدارة مجموعات المصالح المتنوعة مثل النخب الاقتصادية والقبلية والدينية ولكن قتل (الكاتب الصحافي السعودي جمال) خاشقجي قد حطم صورة نظام الرعاية الاجتماعية، فالنظام السعودي متهم الآن بنشر عنف مثير على نطاق عالمي”.
واعتبرت الرشيد أنَّ “السلطاتِ السعوديةَ تزرع جواسيس في شركات الإعلامِ الاجتماعي العالميةِ للوصولِ إلى التفاصيلِ الشخصيةِ للمعارضين”.
وقالت الرشيدُ: “المملكةَ توظفُ شركاتٍ استشاريةً عالميةً في مجالِ الإدارةِ لرسمِ خرائطَ للمنشآتِ المنشقّةِ وتسميةِ المعارضينَ الذين يتحدَّوْنَ روايتَها عن سياساتِها”.
وبحسب الرشيدُ، فـ “في الوقتِ الذي ينتظرُ فيه العالمُ الحقائقَ والحقائقَ القاسيةَ حولَ مقتلِ خاشقجي، فإنَّ هذا الحادثَ يتوِّجُ اتجاهاً متزايداً لانتشارِ عنفٍ مروِّع”، مضيفةً “الإرهابَ الجديدَ خرجَ عن نطاقِ السيطرة، ووصلَ إلى دولٍ أخرى، ولا يمكنُ إخفاؤه عن طريقِ الدعاية”.
وفي حين أن “جريمة خاشقجي قد تكون استثنائية، إلا أن الدولة تمارس كل يوم أعمال عنف بلا ضابط داخل البلاد. في السعودية، الاحتجاز لأجل غير مسمى، قوائم طويلة من الاتهامات ضد المعتقلين، تأخر ظهور المحكمة، عقوبات الإعدام، وقطع الرؤوس أصبحت أمراً شائعاً الآن، لكنهم لا يبررون هذا النوع من الغضب العالمي الذي قوبل بقتل خاشقجي”، وفقاً للرشيد.
وبينت أن “الهجوم الإعلامي السعودي ضد المعتقلين، بما في ذلك نشر صورهم وتسميتهم، يجعل مشهد العنف حقيقي وفعال كرادع”. وعلاوة على ذلك، فإن “العقاب الجماعي للمحتجزين الذين يُحظر على أفراد عائلاتهم إما السفر أو الاحتجاز، يجرد منتقدي المستقبل من شعورهم بالذنب والمسؤولية التي تغلب عليهم ويدفعهم إلى الخضوع”، برأي الرشيد.