رجل أمن تركي عند باب القنصلية السعودية في إسطنبول (أ ف ب - غيتي إيميجز)

“ميدل إيست آي”: تركيا ستكشف تسجيلات قتل خاشقجي واحداً تلو آخر

بريطانيا / مواقع / نبأ – تحدث الكاتب في موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني البريطاني ديفيد هيرست عن امتلاك تركيا تسجيلات هاتفية من القنصلية السعودية وإليها، بشأن مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، “سيتم الكشف عنها الواحدة تلو الأخرى”.

وقال هيرست، في مقال نشره الموقع، إن “تلك التسجيلات منحت تركيا صورة مفصلة عن العناصر والفرق التي شاركت في المهمة التي صدر الأمر بها من داخل المملكة العربية السعودية”.

ويتوافر لدى تركيا سجل كامل بالاتصالات التي جرت من داخل القنصلية السعودية ومن خارجها خلال الأسبوع الذي ارتكبت فيه جريمة قتل جمال خاشقجي، بحسب ما نقل هيرست عن مصدر تركي رفيع المستوى، وسوف تستخدم تسجيلات الاتصالات لـ “تدمير الرواية الأخيرة التي خرجت بها الرياض حول عملية القتل”.

وقال المصدر إن “محتويات هذه الاتصالات ستزيد الضغط على القيادة السعودية التي سعت إلى عزل نفسها عن الفضيحة”.

وبحسب المصدر، فإن تركيا “تنوي تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام قطرة قطرة، كما كان ديدنها في ذلك منذ أن تعرض خاشقجي لعملية القتل الوحشية على يد فريق من 15 سعودياً في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018، في القنصلية السعودية في إسطنبول.

وتبدأ المحادثات الهاتفية ذات العلاقة بمقتل خاشقجي، والتي اعترضتها المخابرات التركية، منذ أن حضر إلى قنصلية بلاده لأول مرة في 28 سبتمبر/ أيلول 2018 سعياً إلى الحصول على أوراق طلبت منه لإتمام عقد زواجه.

وبدأ الإعداد لخطة قتل خاشقجي، الذي طلب منه أن يعود إلى القنصلية بعد 4 أيام، منذ لحظة مغادرته مبنى القنصلية، كما يقول المصدر، موضحاً “نعلم متى وصلت الفرق وماذا ناقشوا مع القنصل العام (محمد العتيبي)، وكيف جهزوا أنفسهم، وكيف وزعوا أنفسهم على مجموعات، وما هي المهمة التي كلفوا بها”.

ويبين المصدر “أن المحادثات المفصلية كانت تلك التي جرت بين القنصل العام محمد العتيبي والملحق الأمني السعودي أحمد عبد الله المزيني”. ويبين المصدر أن المحادثات المفصلية كانت تلك التي جرت بين القنصل العام محمد العتيبة والملحق الأمني السعودي أحمد عبد الله المزيني. إلا أن صحيفة “صباح” التركية، المقربة من الحكومة، وصفت المزيني بأنه “العقل المدبر للخطة”.

وفي اليوم الذي ارتكبت فيه جريمة قتل خاشقجي كانت هناك محادثة مهمة جرت مع شخص بعينه، وعلم “ميدل إيست آي” أن ماهر عبد العزيز مطرب، قائد “فرقة الموت” التي أرسلت لتصفية خاشقجي، أجرى 19 مكالمة مع الرياض في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

ووفقاً للموقع، فإن 4 من هذه المكالمات “كانت مع سعود القحطاني أحد المساعدين المقربين من ولي العهد محمد بن سلمان”، الذي كان “يدير العملية من داخل مكتب ولي العهد نفسه”، بينما الذي “أجاز المهمة” هو نائب رئيس جهاز الاستخبارات أحمد العسيري، إلا أن العمليات “كانت تدار بشكل مباشر من قبل القحطاني”.

إلا أن ما يحير المصدر التركي هو معرفة الاستخبارات الأميركية بالمحادثة الهاتفية التي تمت بين مطرب والرياض، الذي قال في المحادثة لموظف في مكتب ابن سلمان: “أخبر سيدك. لقد تمت المهمة”، وهي العبارة الني نقلت إلى صحيفة “نيويورك تايمز” من قبل مسؤولين في الاستخبارات الأميركية.

وقال مصدر “ميدل إيست آي” إن الاستخبارات الأميركية “بما لديها من خبرات وتقنيات تجسس بإمكانها الكشف عن المزيد من محتويات التسجيل الصوتي الذي بات متوفراً لدى البلدين”، أي الولايات المتحدة وتركيا.

عندما زارت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي أي إيه”، جينا هابلس، إلى أنقرة يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، لإجراء مشاورات حول قضية خاشقجي، يبدو أنها وصلت وبرفقتها فريق من 35 شخصاً، من بين هؤلاء خبراء في فك رموز التسجيلات، ولغويون، وأشخاص لديهم معرفة باللهجة السعودية، وفنيون بإمكانهم تحسين جودة الصوت، بحسب ما أفاد به المصدر.
وتفاجأ ضباط الاستخبارات الأتراك حينما كشف نظراؤهم الأميركيون عن محادثة “أخبر سيدك”، لأنهم في ما يبدو فاتهم الانتباه إليها.

ولكنهم، كما يقول المصدر، أخبروا الأميركيين بأنهم متأكدون تماماً تقريباً أن مطرب كان يتحدث مع القحطاني. ويقول المصدر إن الأتراك سيستمعون إلى التسجيلات من جديد حتى يروا ماذا يمكن أن يكون قد فاتهم فيها غير ذلك.

إخفاء الدليل

لا ينتهي فهم الأتراك للتحركات والمخططات السعودية عند 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2018. بل إنه، حسب ما يشير المصدر، قامت الرياض في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أي بعد يوم واحد من المحادثة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك سلمان، بإرسال رجلين إلى إسطنبول كلفا بطمس آثار الجريمة.

وفي ذلك يقول المصدر: “بعد المكالمة الأولى بين أردوغان والملك سلمان، قبل أردوغان عرض الملك سلمان بتشكيل تحقيق أمني مشترك. وبعدها مباشرة أرسل السعوديون فريقاً من 15 رجلاً، كان من بينهم اثنان كلفا بمهمة إتلاف الدليل”.

وكانت صحيفة “صباح” قد نشرت، مؤخراً، تقريراً يفيد بأن كيميائياً اسمه أحمد عبد العزيز الجنوبي وخبيراً في السموم اسمه خالد يحيى الزهراني، كانا من بين فريق “طمس وتستر” يتشكل من 11 شخصاً أرسلتهم السعودية إلى إسطنبول في 11 أكتوبر / تشرين الأول 2018.

ولكنّ مصدر “ميدل إيست آي” يقول إن هذين الرجلين كانا جزءاً من فريق التستر والطمس الثاني، الذي وصل بعد المحادثة الهاتفية بين أردوغان والملك سلمان. ويقول المصدر إن تركيا كانت تعلم بوصول هؤلاء الرجال وكانت على دراية بالمهمة التي جاءوا من أجلها.

المصدر: موقع “عربي 21”