دمار في "ميناء الحُديدة" جراء غارات لطائرات حربية سعودية (صورة من الأرشيف)

“الأزمات الدولية” تحذر من تبعات إنسانية مدمِّرة لاستهداف الحديدة وميناءها

بلجيكا / أ ف ب / نبأ – حذّرت “مجموعة الأزمات الدولية” من تبعات إنسانية وعسكرية وسياسية “مدّمرة” لحرب “التحالف السعودي الإماراتي” التي تهدد ميناء الحديدة، في غرب اليمن، الذي “يعتمد عليه ملايين السكان”، داعية المجتمع إلى “التدخل فوراً لوقفها”.

وقالت المجموعة التي تتخذ من بروكسل مقراً لها، في تقرير، إن “التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات يستخف بقدرة المتمردين الحوثيين (أنصار الله) على الصمود”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “القوى المهاجمة الموالية للحكومة غير متجانسة وأن خلافات قد تعصف بها حتى في حال سيطرتها على الحديدة”.

واعتبر التقرير أن الدول الكبرى تواجه “خياراً صعباً وسهلاً: منع حرب مدمرة في الحديدة، أو القبول بالتواطوء، من خلال عدم التحرك، في التسبب بالجوع على نطاق واسع”. وأضاف “عليهم ليس فقط تبني الخيار الأول بل التحرك سريعاً لإنهاء الحصار على الحديدة”.

وقال التقرير: “إن توقف المعارك في الحديدة لم يكن دائما لأسباب سياسية، بل لأسباب عسكرية”، مشيراً إلى أن “الإمارات، التي تشرف على القوات الحكومية (الموالية للتحالف) التي تقاتل في الحديدة، تعمد إلى تهدئة المواجهات بهدف منح هذه القوات فرصة لتعزيز مواقعها”.

ووفقاً للمجموعة، فإن “الإمارات ترى في حرب الحديدة “نقطة تحول” في الحرب إذ أنها قد تتحول إلى ضغوط تجبر الحوثيين على الجلوس على طاولة الحوار والقبول بتسوية سياسية”. لكن التحالف العسكري، بحسب التقرير، “يستخف بقدرات الحوثيين ويتجاهل العواقب الإنسانية”.

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة في اليمن قولها إن من سماّهم “المتمردين المقرّبين من إيران”، أي “أنصار الله”، “عزّزوا قدرتهم الاستخباراتية (…) وأتوا بأكثر مقاتليهم شراسة وخبرة في القتال (…) إلى داخل المدينة”، كما أنّهم “منعوا سكان المناطق القريبة من مواقع القتال من مغادرتها”.

واشتدّت المعارك في مدينة الحديدة في بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2018، وأجبر الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” القوات الموالية للتحالف على التراجع في المدينة، يوم الأربعاء 14 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، في ظلّ دعوات دولية إلى وقف إطلاق النار.

ويشن التحالف، منذ حزيران/يونيو 2018، هجوماً على الحُديدة طمعاً في مينائها الحيوي الذي تمرّ عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكان.

وأعلنت اللجنة الثورية العليا في اليمن مبادرة لوقف إطلاق النار تشمل وقف الضربات الصاروخية البالستية على دول التحالف وهجمات الطائرات المسيرة عليها، بهدف إنجاح مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لعقد مفاوضات سلام قبل نهاية عام 2018.

وبدء العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية في آذار/مارس 2015، وأدى إلى استشهاد وإصابة آلاف الأشخاص، وتدمير البنية التحتية لليمن، والتسبب بأكبر كارثة في العصر الحديث لهذا البلد وهي المجاعة بسبب الحصار على الموانئ الرئيسة التي تدخل الغذاء.

ووزعت بريطانيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين 19 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، مسودة قرار تدعو إلى هدنة فورية في مدينة الحديدة وتحدد مهلة أسبوعين للمتحاربين لإيصال مساعدات.

وفيما لم يتحدد موعد للتصويت على القرار، طالب تقرير “مجموعة الأزمات الدولية” بأن يتم ذلك فوراً.