الولايات المتحدة / نبأ – شنت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي هجوماً حاداً على السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، بعد اطلاعهم على تقرير وكالة الاستخبارات المركزية “سي أي إيه” عن مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي.
وأبلغت مديرة الوكالة، جينا هاسبل، زعماء مجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء 4 ديسمبر / كانون الأول 2018، بمعلومات “سي أي إيه” حول مقتل خاشقجي، مما أثار أصداء واسعة وردود أفعال قوية بين السيناتورات.
وبعد عقد الاجتماع مع هاسبل حول سياسة الإدارة الأميركية اتجاه السعودية في ظل مقتل خاشقجي واستمرار الأزمة اليمنية، قال السيناتور الديمقراطي من ولاية نيو جيرسي، بوب مينينديز، إن على الولايات المتحدة الرد “بقوة” على اغتيال خاشقجي والتطورات التي طالت الحرب على اليمن، موضحاً”تم تعزيز الآراء التي التزمت بها قبل ذلك”.
وأكد مينينديز ضرورة أن توجه الولايات المتحدة “رسالة واضحة وغير قابلة للتأويل بطريقتين مختلفتين إلى السعوديين” على خلفية هاتين القضيتين، معتبراً أن “فرض عقوبات إضافية على المملكة سيمثل رداً مناسباً”.
بدوره، أكد السيناتور الجمهوري من ولاية تينيسي، بوب كوركر، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن “لا شك” لديه بعد الاطلاع على تقرير “سي أي إيه” في أن ابن سلمان هو من “أمر وتابع” عملية اغتيال خاشقجي.
واعتبر كوركر أن الرسائل التي وجهتها الإدارة الأميركية إلى ابن سلمان “غير كافية وستسمح له بمواصلة اتباع الطريق الذي سلكه”، ودعا كوركر إلى “إدانة العملية السعودية بقوة”، أي قتل خاشقجي، مشدداً على “ضرورة أن يكون هناك جزاء للقتل”.
وتابع أن على ترامب أن “يقف ويقول خلال الأيام المقبلة إن الولايات المتحدة لا تغفر قتل الناس وإلا فيجب على الكونغرس أن يتخذ إجراءاته”.
من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي من ولاية ألاباما، ريتشارد شيلبي: “هذا الاجتماع أكد كثيراً من أفكارنا حول هذا القتل الذي يستحق الإدانة، وهو ما لا يوافق عليه أحد في الولايات المتحدة”.
أما التصريحات الأكثر حدة فجاءت على لسان السيناتور الجمهوري البارز من ولاية كارولين الجنوبية، ليندسي غراهام، الذي أعرب بعد الاجتماع مع هاسبل عن ثقته الكبيرة بأن عملية قتل خاشقجي “لم يكن من الممكن أن تنفذ من دون علم محمد بن سلمان”.
وشن غراهام هجوماً حاداً على بن سلمان، الذي وصفه بـ “المجنون والخطير”، معتبرا أنه “قوة مدمرة متورطة بقتل خاشقجي”. وقال: “فقط من يدعي أنه أعمى قد يتوصل إلى استنتاج مفاده أن هذا الحادث لم يكن مدبراً ومنظماً من قبل أشخاص يخضعون لقيادة محمد بن سلمان”.
وأكد غراهام أن “السعودية حليف استراتيجي للولايات المتحدة والعلاقات معها تستحق الحفاظ عليها، لكن ليس بأي ثمن”.
كما تعهد بأنه سيعمل مع زملائه في مجلس الشيوخ لإصدار بيان مشترك يؤكد “ضلوع ابن سلمان في مقتل خاشقجي”، فيما شدد على أنه لن يدعم في مثل هذه الظروف أي صفقات خاصة ببيع الأسلحة الأميركية للسعودية.
واعتبر غراهام أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لا تريد الاعتراف بوجود أدلة تثبت دور ابن سلمان في هذه الجريمة”، داعياً إلى فرض عقوبات في إطار “قانون ماغنيتسكي”، الذي يتيح محاسبة منتهكي حقوق الإنسان، على كل المسؤولين عن قتل خاشقجي.