الإمارات / نبأ – اعتبر موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني البريطاني أن “ما تقوم به الإمارات من محاولات لنشر السلام في المجتمعات الإسلامية محاولة ساخرة تخدم الذات ومجرد علاقات عامة”.
وجاء في مقال نشره الموقع للكاتب أسامة الأعظمي، المحاضر في كلية ماركفيلد البريطانية، أن “جريمة القتل الشنيعة التي تعرض لها (الكاتب الصحافي السعودي جمال) خاشقجي وضعت ضغوطاً على الدول الغربية للتوقف عن التعامل مع (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان”.
وأكد الكاتب أن ابن سلمان “المندفع المتهور هو تلميذ شخصية أخرى أمهر منه وأخطر وهو ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد”.
وكان الكاتب قد نشر قبل فترة مقالاً في موقع “كارنيغي” الإلكتروني أكد فيه أن “الإمارات متورطة في عمليات إجرامية وتصرفات متهورة مثل السعوديين، بخلاف أن لديهم آلة علاقات عامة فعالة”.
فالإمارات ليست أحسن من جارتها السعودية فهي مشتركة معها ومتورطة في حرب اليمن التي قتلت فيها الآلاف وشردت الملايين وقامت بحملات قمع للمعارضة الداخلية، إلا أن شبكة العلاقات العامة الذكية كانت مهمتها أن تظل هذه الممارسات تحت رادار الرقابة العالمية، بحسب الموقع.
ومن هذه المبادرات “المنبر” الذي يرعاه وزير الخارجية الإماراتية عبد الله بن زايد وأنشئ خلال عام 2014 في محاولة لمواجهة الثورات العربية، ويقوده العالم والسياسي الموريتاني عبد الله بن بية، ويساعده حمزة يوسف العالم الأميركي المسلم والذراع اليمنى لابن بية، الذي وصفته صحيفة “ذا غارديان” مرة بأنه “من أكثر الشخصيات المسلمة المؤثرة في الغرب”.
فقد تحدث ابن بية في افتتاح المنبر عن “أهمية طاعة المواطنين لولاة أمورهم في الدول الإسلامية”، في وقت اعتبر فيه الدعوات للديمقراطية بمثابة “إعلان حرب”.
وأصبح ابن بية من أكثر الشخصيات المطلوبة في العالم الإسلامي نظراً إلى الرعاية الإماراتية له، وعين قبل فترة رئيساً لمجلس الإفتاء الإماراتي والذي يقدم نفسه بأنه رمز “الاعتدال الإسلامي”.
ويرى الكاتب أن كلا من “المنبر” و”مجلس الإفتاء” هما “جزء من السلاح الإماراتي للشرعية الدينية في منطقة يعتبر فيه الدين جزء لا يتجزأ من الفضاء العام”.
وبحسب الكاتب، فإن “الأداة السياسية للمنبر يمكن تلخيصها من خلال المواقف العامة لقادته”.
وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، نشر حمزة يوسف على حسابه في “إنستغرام” رسالة تضامن مع اليهود بعد الهجوم الإرهابي على كنيس في بيتسبرغ في الولايات المتحدة، ووقع على الرسالة ابن بية بصفته رئيساً للمنبر.
لكن هذا المنبر صمت تماماً عن الحرب على اليمن، ولا يوجد أي سجل عن قيام المنبر الذي “ينشر السلام” بنقد الحرب على اليمن، لذلك كان غريباً أن ما يهم المنبر ليس الكارثة الإنسانية في اليمن، ولكن شجب أي إرهاب يقع في منطقة بعيدة في العالم وليس ما يجري في أفقر دولة في المنطقة، بحسب الأعظمي.