السعودية / نبأ – أكدت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أن المخاطر المحيطة بأسواق الشرق الأوسط لعام 2019 تسببت بها أولها السياسات التي تنتهجها السعودية وتقلبات أسعار النفط والحروب المُخاضة بالوكالة. في المقابل، ذكرت “بلومبرغ أن بورصة قطر كانت الأفضل أداء في عام 2018، فيما كانت دبي الأسوأ على الإطلاق.
وقالت الوكالة، في تقرير، إنه “مع بقاء أسعار النفط في دائرة هابطة يتزايد الضغط على مصدّري موارد الطاقة، حيث أن وضع السعودية العالمي موضع تساؤل حالياً، فيما أدارت واشنطن ظهرها لإيران، فاتحةً الطريق أمام زيادة منسوب النفوذ الروسي”.
وأضافت الوكالة “التجار الذين اقتحموا الأصول السعودية في النصف الأول من العام الحالي يشاهدون السوق وهي تتحول ضدّ مصلحتهم بعد جريمة قتل (الكاتب الصحافي جمال) خاشقجي، وهم عاكفون الآن على تمويل خسائر حادة. وشكل تعليق “أرامكو” السعودية طرح أسهمها للاكتتاب ضربة قوية لثقة المستثمرين”.
وتحتاج السعودية إلى ارتفاع سعر البرميل عالمياً إلى أكثر من 80 دولاراً كي توازن بين النفقات والإيرادات في موازنتها العامة”، وفقاً لوكالة التصنيف الائتماني “فيتش”.
وفي الوقت ذاته، فإن النشوة التي أحاطت بوعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإصلاح الاقتصاد بدأت تفسح المجال أمام الشك والقلق بشأن السياسة الخارجية السعودية التي لم يعُد بالإمكان التنبؤ بها , وفي صدارة القضايا الداعية للقلق تداعيات جريمة قتل خاشقجي.
ونقلت “بلومبرغ” عن مارك موبيوس، وهو مستثمر مخضرم في الدول النامية، قوله إن قرار شركة “مورغان ستانلي” إدراج الأسهم السعودية في مؤشرها الخاص للأسواق الناشئة في عام 2019 “لن يكون كافياً لاستعادة جاذبية استقطاب رؤوس الأموال”.
وتقول “بلومبرغ” إن “المخاطر الائتمانية (المرتبطة بالديون) على مستوى المنطقة قد تتزايد في حال تصاعد حدّة المنافسة بين السعودية وإيران اللتين تخوضان حروباً بالوكالة”، مرجحة بأن “الحصار الجائر المفروض بقيادة السعودية على دولة قطر، لن ينتهي العام المقبل”.
وفي الوقت الذي احتوت فيه قطر، الغنية بالغاز، الضغوط التي تُمارس على اقتصادها من خلال إيجاد البدائل، أنتج الحصار أيضاً تقارباً قطرياً مع تركيا وإيران. أما في مجال البورصات، فتظهر بيانات “بلومبرغ” أن مؤشر البورصة القطرية كان أفضل بورصات المنطقة أداء على الإطلاق لعام 2018، إذ ارتفع 22.4 في المئة منذ بداية العام وحتى يوم الأربعاء 12 ديسمبر / كانون الأول 2018، تبعتها بورصة الكويت التي كسبت 12.4 في المئة، ثم أبوظبي 10 في المئة والسعودية 9.2 في المئة.
في المقابل، كان سوق دبي المالي الأسوأ أداء على الإطلاق، إذ خسر 23.6 في المئة، تلته البورصة التركية بخسارة بلغت 21.9 في المئة، ثم مصر 14.4 في المئة، وسلطنة عُمان 12.1 في المئة، والبحرين 0.9 في المئة، علماً أن معدل أداء الأسواق الناشئة كان سلبياً، إذ انخفض مؤشرها العام 15.5 في المئة.