نبأ نت – بشكل مفاجئ، أعلنت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 19 ديسمبر / كانون الأول 2018، عن بدء سحب القوات الأميركية من سوريا، حيث يوجد ألفي جندي على الأقل، في قرار لقي استياء وترقباً من الحلفاء،
ونقلت قناة “سي أن أن” التلفزيونية عن مسؤول أميركي رفيع المستوى في البنتاغون تأكيده أن الانسحاب “سيكون كاملاً وبأسرع وقت”، موضحاً “القرار اتخذ أمس” الثلاثاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2018.
وأشار المسؤول إلى أن القرار جاء بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي طيب أردوغان، يوم الجمعة 14 ديسمبر / كانون الأول 2018. وقال: “كل شيء حدث بعد ذلك هو في إطار تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في تلك المكالمة”.
وتزامناً مع الإعلان عن انسحاب القوات الأميركية، ذكر مسؤول أميركي مطلع لوكالة “رويترز” أن الولايات المتحدة “بدأت إجلاء جميع موظفي وزارة خارجيتها الموجودين في سوريا”، وأشار إلى أن “من المتوقع أن تكتمل هذه العملية خلال 24 ساعة”.
بدوره، زعم ترامب أن “الحرب ضد المجموعات الإرهابية كانت الهدف الوحيد من بقاء القوات الأميركية في سوريا وأنه حقق هدفه في سوريا بهزيمة المجموعات الإرهابية”. وكتب، في تغريدة على “تويتر”: “لقد ألحقنا هزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، وهو السبب الوحيد لوجودنا خلال رئاسة ترامب”.
We have defeated ISIS in Syria, my only reason for being there during the Trump Presidency.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 19, 2018
من جهتها، اعتبرت روسيا، على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن “الوجود العسكري للولايات المتحدة في سوريا بات عقبة خطيرة أمام الجهود الرامية لتسوية الأزمة في هذه البلاد التي تمر بنزاع عسكري سياسي حاد منذ عام 2011”.
ونقل موقع “روسيا اليوم” الإلكتروني عن زاخاروفا قولها، في مؤتمر صحافي عقدته في موسكو، الأربعاء: “يتحول الوجود الأميركي غير الشرعي هناك من أحد عوامل محاربة الإرهاب الدولي إلى عقبة خطيرة في سبيل التسوية”.
ولقي القرار الأميركي ما يبدو أنه استياء من الحلفاء، الميدانيين والسياسيين، إذ اعتبرت “قوات سوريا الديمقراطية” قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرق سوريا “طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”، وفق ما أورد موقع “سكاي نيوز” الإلكتروني
ونقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مصادر وصفها بالموثوقة قولها إن جهات قيادية في “قوات سوريا الديمقراطية” اعتبرت انسحاب القوات الأميركية، في حال جرى، “خنجراً في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي”، التي “سيطرت خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة “داعش”، وهي منطقة شرق الفرات مع منبج”.
وفي بريطانيا، قال وزير الدولة في وزارة الدفاع البريطانية توبياس إلوود، الأربعاء، إنه لا يتفق مع الرئيس الأميركي بشأن “هزيمة تنظيم “داعش” في سوريا.
وأضاف إلوود، في تغريدة على “تويتر”، أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخطئ في قوله إن تنظيم “داعش” في سوريا قد هُزم”. وتابع الوزير قائلاً: “تنظيم “داعش” تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما بقوة”.
I strongly disagree.
It has morphed into other forms of extremism and the threat is very much alive. https://t.co/wrRMTBJ4tX— Tobias Ellwood MP (@Tobias_Ellwood) December 19, 2018
أما رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فقال إنه تحدث، يوم الإثنين 17 ديسمبر / كانون الأول 2018، مع ترامب، بشأن انسحاب القوات الأميركية، وتحدث الثلاثاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2018، مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، مشيراً إلى أن “الإدارة الأميركية قالت لي، إن الرئيس يعتزم إخراج القوات الأميركية من سوريا، وأوضحوا لي أنه توجد سبل أخرى للتعبير ميدانياً، عن تأثيرهم” في المنطقة.
وقال نتنياهو، في بيان عممه مكتبه، الأربعاء، إن “هذا هو بطبيعة الحال قرار أميركي. سندرس الجدول الزمني لهذا القرار وأسلوب تطبيقه، وبطبيعة الحال سندرس أيضاً التداعيات بالنسبة إلينا. في أي حال من الأحوال، سنعمل على صون أمن إسرائيل، وسندافع عن أنفسنا في هذا الساحة”.
وكان مسؤولون أميركيون قد أعلنوا عن أن الولايات المتحدة تبحث سحب كل قواتها من سوريا مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها “داعش”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: “تلك الانتصارات على الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي أو حملته”، وأضافت “بدأنا إعادة القوات الأميركية إلى الوطن مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة”.