وزير الحرب الأميركي، جيمس ماتيس

ماتيس يترك ترامب.. و”أفكاره”: ترتكب خطأ إستراتيجيا فادحاً

الولايات المتحدة / نبأ – مثل نظيره في وزارة الخارجية ريكس تيلرسون، استقال وزيرُ الحربِ الأميركي جيمس ماتيس حتى يتمكنَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب من “تعيينِ وزيرِ دفاعٍ أفكارُه متقاربةٌ مع أفكارِه”.

وفي رسالته إلى ترامب التي تضمنت الاستقالة، قال ماتيس: “من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك”، وذلك بعد يوم واحد على قرار ترامب سحب قواته من سوريا، الأمر الذي اعتبره ماتيس “خطأ فادحاً”.

وقال ماتيس إنَّ الولاياتِ المتحدةَ “بحاجةٍ إلى الحفاظِ على تحالفاتٍ قوية واحترامِ حلفائِها”، وإن “نظرته إلى العالم التي تميل إلى التحالفات التقليدية والتصدي لـ “الجهات الخبيثة” تتعارض مع وجهات نظر الرئيس”.

وكان قرار ترامب قد أعلن، يوم الأربعاء 19 ديسمبر / كانون الأول 2018، عن سحب 2000 جندي من سوريا، بمثابة صفعة مفاجئة لماتيس، الذي حذر من أن “انسحاباً مبكراً من سوريا قد يكون خطأ إستراتيجيا فادحا”.

وبينما قالَ مسؤولٌ في البيتِ الأبيض إنَّ ماتيس قدَّم استقالتَه “بعد خلافٍ في وجهاتِ النظرِ مع ترامب حول قرار الانسحابِ من سوريا”، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن ماتيس زار ترامب في محاولة أخيرة لإقناعه بعدم الانسحاب من سوريا، وحين رفض أبلغه أنه سيستقيل.

من جهتِه، أعلنَ الرئيسُ الأميركي أنَّ وزيرَ دفاعِه سيتركُ منصبِه في نهايةِ فبراير / شباط 2019، لافتاً الانتباه إلى أنه سيُسمّي وزيرَ دفاعٍ جديداً “خلال وقتٍ قصير”.

وأوضح ترامب، في تغريدة على “تويتر”، إن ماتيس “قدم عوناً كبيراً لي في حث حلفاء وبلدان أخرى على دفع نصيبها من الالتزامات العسكرية”.

بدورها، أعربت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عن أسفها لاستقالة ماتيس، قائلةً إنه “ستكون لها تداعيات خطيرة”.

أما زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، فاتَّهم ترامب بـ “إغراق البلاد في الفوضى”، مؤكداً أن ماتيس “لديه خلافات حقيقية مع الرئيس”. ولم تكن استقالة ماتيس مفاجئة بالكامل للمراقبين في واشنطن، فلطالما تجاهل ترامب نصائح وزير دفاعه وخاصة في الآونة الأخيرة.

وتصادم الرجلان في السابق حول مواضيع شتى، بما في ذلك الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه ترامب في أيار/مايو 2018/ بينما دافع ماتيس عن أجزاء منه.

وفي مارس / آذار 2018، قرر ترامب الإطاحة بوزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون، بعد خلافات عميقة بين الرجلين في تقدير السياسة الخارجية الأميركية.

وقد كشفت رسائل بريد إلكترونبي مسربة حصلت عليها “بي بي سي”، في الشهر ذاته، عن سعي إماراتي إلى الضغط من أجل دفع الولايات المتحدة لإقالة تيلرسون، نظير مواقفه غير الداعمة لأبو ظبي في مواجهتها مع الدوحة.