تقرير | إشتباك بين النفوذ والمصالح على ضفاف فوضى الحرب

سوريا- العراق / نبأ – على رغم ما قد يُشاع على خلفية اصطكاك دوائر النفوذ في حرب التحالف على تنظيم داعش، إلا أنه يبدو جليا أن تقاربا فعليا بين كل من أنقرة وواشنطن ممتنع التحقق، وذلك في ظل سمة التنافس الحاد التي تسم علاقة البلدين.

تنافس ينتقل في هذه المرحلة إلى الدور الذي تطمح له كل من الدولتين، لا سيما في الجانب السوري، حيث الطموح باستثمار الهجمة الدولية في محاربة النظام السوري، وتحت غطاء التحالف ضد الإرهاب.

من هذه الزاوية، وبعد ما جرى عن اتفاق أميريكي سعودي على تسليح معارضة معتدلة على أراضي السعودية، يذهب محللون إلى أن تصريح وزارة الخارجية الأميريكية عن قبول أنقرة تدريب المعارضة السورية المعتدلة جاء للتغطية على الإصرار التركي على هذا المطلب، الذي يبدو أن السعودية قد أدركت خطورته عليها، وفي أكثر من اتجاه.

نقطة أخرى تسجّلها أنقرة في مرمى الرياض، وهذه المرة أتت من نتائج اجتماع الائتلاف السوري المعارض الذي عُقد بشكل طارئ في اسطنبول، حيث تم انتخاب أحمد طعمة رئيسا لما يسمى الحكومة السورية المؤقتة، وذلك بالرغم من معارضة الجناح السعودي في الائتلاف لهذه التسمية، فيما شكّل تراجعاً للحصّة السعودية من الهيمنة على الصّورة الاستعراضيّة لما يُسمى بالمعارضة السورية المعتدلة.

محور التنافس الآخر بين تركيا الإخوانية وحليفتها قطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يراه مراقبون متجسّداً في مناطق الصراع السنية في العراق، حيث يسعى كل من الطرفين الى حجز مسبق للنفوذ في مرحلة ما بعد داعش، وتحديداً في أماكن يدور الحديث عنها، حيث تتم الإشارة إلى مناطق مستهدفة في مرحلةٍ يقرّر فيها الأميريكي إخراج خرائطه الجديدة للمنطقة.

ولكل من أنقرة والرياض مصالح إستراتيجية تتمسكُ بها تحسّباً لمختلف الفرضيات المحتملة، وبخاصةٍ في ظلِّ اختلاط الأوراق في منطقة الشرق الأوسط .
وما لا يمكن إغفاله في سجل التنافس بين البلدين على هذا المستوى؛ هو الموقع الذي تسعى أنقرة لتثبيته، تمهيداً للاستحواذ على مكتسبٍ اقتصادي استراتيجي من خلال ممرات الغاز والنفط نحو أوروبا.

وعلى هذا النّحو، يترشّح هذا الصّراع التنافسي وبزخم التناقضات العقائدية بين السعودية وتركيا، وبما يؤدي إلى عدم اهتداء طريق إلى تسويةٍ تتمنّاها واشنطن ولو بشكل مؤقّت في سبيل خدمة حربها في المنطقة.