السعودية / نبأ – نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً، تتحدث فيه عن دلالات قيام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، الذي ترى أنه جاء لاحتواء تداعيات مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، ولتقوية ولي العهد محمد بن سلمان.
وأشار التقرير إلى أن الملك سلمان تحرك، يوم الخميس 27 ديسمبر / كانون الأول 2081، لـ “تقوية سلطة ابنه ولي العهد (محمد بن سلمان)، واحتواء تداعيات مقتل خاشقجي”.
وتلفت الصحيفة الانتباه إلى أن الملك سلمان “منح حلفاء ولي العهد مناصب وأحاطه بمسؤولين من أصحاب الخبرة”، فـ “في سلسلة من المراسيم، قام الملك (83 عاماً) بترفيع المقربين الموثوقين من محمد بن سلمان، الذي توصلت الاستخبارات الأميركية إلى أن احتمال أمره بقتل خاشقجي عال، وهو ما تنفيه الحكومة السعودية”، وفقاً لما نشر موقع “عربي 21” الإلكتروني.
ويذكر التقرير أن الملك عين الأمير عبدالله بن بندر، المقرب من ولي العهد، رئيساً للحرس الوطني، وفي الوقت ذاته وضع المسؤولين السعوديين الكبار في مواقع مهمة، مثل تعيين وزير المالية السابق إبراهيم العساف، مكان عادل الجبير، الذي خفض رتبته إلى مجرد وزير دولة.
وتفيد الصحيفة بأن الملك سلمان “يؤدي دوراً ناشطاً منذ عملية الاغتيال، حيث سمى مسعد العيبان مستشاراً للأمن القومي، وهو من التكنوقراط الذي يركز على الأمن والسياسة، وصعد موقعه منذ اغتيال خاشقجي”.
وتنقل الصحيفة عن المحللة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة “راند”، بيكا واسر، قولها: “على السطح يبدو أن الكثير قد تغير، إلا أن التغييرات مجرد عرض، وما بقي هو أن “أم بي أس” (اسم مختصر لمحمد بن سلمان بالإنكليزية) وطد سلطته بشكل قوي”، وأضافت “لا يحاول الملك سلمان إضعاف سلطة “أم بي أس” لكن تقويته بإحاطته بمستشارين من الجيل القديم”.
وينوه التقرير إلى أن دور مستشار الأمن القومي، الذي أعيد إحياؤه، يعطي العيبان دوراً مهماً في قضايا الأمن أكثر من سابقه، لافتاً الانتباه إلى أنه من المتوقع أن يساعد العيبان بدوره الجديد “أم بي أس”، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، ويقود الحرب في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ويبين التقرير أن كلا من العساف والعيبان اختيرا أعضاء في لجنة عينها الملك برئاسة ابنه، لإعادة تشكيل القوى الأمنية بعد مقتل خاشقجي.
وترى الصحيفة أن “بعض التعيينات تكشف عن رغبة في إدخال رقابة وتوازن على صناعة القرار”، لافتة الانتباه إلى أن الجبير الذي سيعمل في الخارجية كان سفيرا للمملكة في واشنطن، وهو معروف في الأوساط الدبلوماسية، وحاز على سمعة المدافع عن سياسات المملكة.
وتختم “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى أن الجبير قدم استقالته إلى الملك بعد مقتل خاشقجي لكنه رفضها، وذلك بحسب شخص مطلع، فيما كان من المتوقع تولي منصب مستشار الأمن القومي خالد بن سلمان، السفير في واشنطن، الذي أنكر في البداية مقتل خاشقجي، وزعم أنه خرج من القنصلية بعد فترة من دخولها، في يوم 2 أكتوبر / تشرين الأول 2018.