السعودية / الحياة – بعد مرور أكثر من 55 يوماً على بداية العام الدراسي الجديد 1435–1436هـ، لا تزال الكتب الدراسية غائبة عن مدارس كثيرة في مناطق عدة في السعودية. فيما أكد مصدر مطلع لـ«الحياة» أن وزارة التربية والتعليم اعتمدت لدى طباعتها لنسخ المقررات الدراسية هذا العام على أعداد الطلاب والطالبات المسجلين في «برنامج نور» الإلكتروني، قبل أن تفاجأ بعجز كبير فيما تم طبعه لمختلف المراحل التعليمية.
ورصدت الصحيفة عدداً من مدارس التعليم العام في الرياض وجدة من حيث توافر الكتب الدراسية ووجدت أن بعض المدارس تعاني نقصاً في كامل أو بعض المقررات.
كما لجأ معلمون وأولياء أمور إلى تصوير المقررات الدراسية للطلاب كحل موقت بانتظار وصول النسخ الأصلية للمقررات. من جهة أخرى، وصف تربويون عاملون في الميدان تحدثوا لـ«الحياة» حجم النقص بالكبير في مدينتي الرياض وجدة، وقدر مدير إحدى مدارس جدة حجم النقص بنحو 25 في المئة.
وأبلغ مصدر مطلع "الحياة" أن جهة رقابية اعترضت العام الماضي على إسراف في وزارة التربية والتعليم في نسخ المقررات الدراسية، وطلبت منها الترشيد وطباعة ما تحتاجه المدارس فقط، الأمر الذي دفع الوزارة للاعتماد على بيانات برنامج نور الإلكتروني، والذي يحوي بيانات دقيقة لأسماء وأعداد المدارس والطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، لكن واقع الميدان كان مختلفاً، لاسيما مع استحداث مدارس جديدة وتعاون إدارات التعليم في إلحاق الطلاب السوريين النازحين إلى السعودية بمدارس التعليم العام، تقديراً للأوضاع السياسية في بلادهم.
ولم تستطع الصحيفة المحلية الحصول على تعليق من وزارة التربية والتعليم على تأخر وصول الكتب الدراسية بعد انتهاء الأسبوع الخامس منذ انطلاقة العام الدراسي، خصوصاً مع عدم وجود متحدث للوزارة بعد مرور 46 يوماً على إيقاف متحدثها السابق مبارك العصيمي. فيما لم يرد المشرف العام على الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم، الدكتور عبداللطيف العوفي على اتصالات ورسالة «الحياة» على هاتفه المحمول.
وتابعت، تأخر الكتب الدراسية منذ الأسبوع الأول للعام الدراسي، لكن الحال استمر في عدد من المدارس بعد انقضاء الأسبوع الخامس، ففي مدرسة بشرق الرياض تحدث مسؤول إداري فيها بأن عدد الطلاب الذين لم يتسلموا كتبهم في المدرسة يبلغ نحو 100 طالب، وقال: «شح الكتب في هذا العام لا يطاق، خاطبنا الوزارة مراراً وتكراراً ولا مجيب!».
أولياء أمور حائرون في تهيئة أبنائهم لاختبارات «على الأبواب»
تتضاعف مشكلة عدم اكتمال المقررات الدراسية مع اقتراب موعد الاختبارات الفصلية منتصف الفصل الدراسي الجاري. لذا يبدو ولي الأمر أحمد صالح حائراً في الطريقة المناسبة لتهيئة ابنه الذي يدرس في الصف الرابع لاختبار مواد الرياضيات والعلوم والإنكليزي والحديث، إذ لم تصل كتب هذه المواد إلى مدرسة ابنه الابتدائية في حي المنصورة، ويكتفي المعلمون بالاجتهاد في تدريس هذه المواد من دون مقررات. وهي حيرة يواجهها أيضاً في تجهيز ابنته لاختبار اللغة الإنكليزية في الصف الأول متوسط، فهي المادة الوحيدة التي لم تتسلمها الابنة مع زميلاتها في حي المنصورة جنوب الرياض.
أما ولي الأمر أبوعبدالله فروى لـ«الحياة» أن ابنه «يذهب إلى المدرسة بحقيبة خاوية ويعود بحقيبة امتلأت بالأوراق المصورة حتى يتسنى له مراجعة دروسه». في حين لجأ ولي الأمر ماجد الحجي إلى استعارة الكتب الأصلية من أبناء أقاربه وتصوير نسخ ملونة منها لابنه الذي لم يستلم الكتب. ويقول: «بعد أن أعلمني ابني أنه لم يستلم كتبه، زرت مدير المدرسة وكان يقول لي لا يوجد وقت محدد ولكن الجميع سيتسلم كتبه، من جهتي لم أخذ بوعوده وطبعت كتباً لابني، وهاهو الأسبوع السادس سيبدأ وزملاؤه لم يستلموا كتبهم».