الولايات المتحدة / نبأ – دعت الولايات المتحدة الدول إلى استعادة مواطنيها الذين التحقوا بتنظيم “داعش” من سورية ومحاكمتهم، في قضية تعدّ حساسة بالنسبة إلى حلفاء واشنطن وبينهم فرنسا وبريطانيا في ظل قرار واشنطن سحب قواتها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، في بيان، إن “الولايات المتحدة تدعو الدول الأخرى إلى استعادة ومحاكمة مواطنيها الذين تحتجزهم قوات سورية الديموقراطية بقيادة الأكراد، وتشيد بجهود تلك القوات المتواصلة لإعادة هؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية”.
وقال بالادينو “على الرغم من تحرير المناطق التي كان يسيطر عليها داعش في العراق وسوريا، إلا أن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً إرهابياً كبيراً، ويجب العمل معاً لمعالجة هذا التحدي الأمني الدولي المشترك”.
وحذّر مسؤول أميركي آخر من “سيناريوهات محتملة قد تحدث تغييراً في وضع أفراد معتقلين حاليا”.
وقد أعرب المسؤول عن تخوّفه من خروج الأرهابيين من سوريا إلى “أماكن أخرى أكثر تسامحاً معهم من حول العالم حيث قد يكون بإمكانهم السعي لمواصلة القتال”.
ويحاول حلفاء الولايات المتحدة منذ أسابيع التوصّل لاتفاق بشأن مصير المقاتلين الأجانب المعتقلين لدى “قوات سوريا الديموقراطية”، المدعومة أميركياً، والتي حذّرت من أنها لن تتمكن من حراسة سجونها عند رحيل القوات الأميركية من سوريا.
وفرنسا هي من أكثر الدول المعنية بالطلب الأميركي، وكانت قد شهدت سلسلة هجمات لتنظيم “داعش”، بينها هجوم في باريس في نوفمبر / تشرين ثاني 2015 ما أدى الى مقتل 130 شخصاً.
وخلال الأسبوع الماضي، فتحت فرنسا الباب أمام إعادة مواطنيها من سوريا بعد أن كانت قد أكدت مسبقاً أنه يجب محاكمة الإرهابيين في المنطقة التي يحتجزون فيها وأن لا يعودوا إلى فرنسا.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن هدفها “تجنب فرار وانتشار هؤلاء الأشخاص الخطرين”، مقرّةً بأن الوضع على الأرض يتغير بسبب الانسحاب الأميركي”. وكان مصدر أمني فرنسي، طلب عدم كشف هويته، قد صرح لـ “وكالة فرانس برس” بأن فرنسا “يمكن أن تستعيد 130 شخصاً” من المقاتلين، في حين قال مسؤول فرنسي آخر إن هؤلاء “يشملون 70 إلى 80 طفلا يحتجزون مع أمهاتهم”.
من جهتها، لم تحسم بريطانيا قرارها حيال مقاتلَين اثنين لا يزالان على قيد الحياة، من أصل 4 لقّبوا بـ “الخنافس” بسبب لكنتهم، ظهروا في تسجيلات فيديو قطع رؤوس أسرى لدى التنظيم.
ولم تبدِ بريطانيا نية لاستعادة المقاتلين ألكسندا كوتي والشفيع الشيخ المعتقلين لدى الأكراد، خاصة بعد ورود تقارير عن تجريدهما من الجنسية.
وكانت تقارير قد صدرت في عام 2018 أفادت بأن الولايات المتحدة مستعدة لنقلهم إلى معتقل غوانتانامو في كوبا، وهو خيار من شأنه إثارة جدل واسع في بريطانيا بخاصة بسبب عقوبة الإعدام المطبّقة في الولايات المتحدة.
وقال قادة “قوات سوريا الديموقراطية” لقادة الدولة الغربية إنهم قد يفقدون السيطرة على سجونهم وينقلون الحراس إلى أماكن أخرى في حال حدوث توغل تركي، برغم أنهم أكدوا أنهم لن يفرجوا عن المقاتلين الأجانب طواعية.
وعقب إعلان ترامب، حذرت قوات سوريا الديموقراطية من أنها ستنسحب من المعركة ضد تنظيم داعش إذا تعرضت لهجوم من تركيا.
وفي 19 ديسمبر / كانون أول 2018، فاجأ ترامب حلفاءه الغربيين بالإعلان عن أنّ الولايات المتحدة ستسحب جنودها وعددهم 2000 مقاتل، من سوريا، وأنّ تنظيم “داعش” “قد هُزم”.
وجاءت الدعوة الأميركية بشأن الإرهابيين قبل اجتماع في واشنطن لوزراء خارجية دول أوروبية وشرق أوسطية لإجراء محادثات بشأن مكافحة “داعش”، بعد خروج القوات الأميركية من سوريا.