السعودية / نبأ – تتزايد الدعوات في السعودية هذه الأيام إلى ضرورة إصلاح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل تنامي أخطاء أعضائها واتهامهم المتكرر بالتسلط على الناس والإساءة لشرائح المجتمع.
ويخوض الإعلام الرسمي في المملكة، ومنذ مدة، حملة انتقاد واسعة لأعضاء الهيئة تترافق مع حملات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الحكومة بتطوير الهيئة ولجم بعض رجالها المتشددين، وقد تزايد ذلك مع اتهام رئيس عام الهيئة عبداللطيف آل الشيخ بالفساد باعتباره يستغل منصبه.
وفي حدث ينمّ عن طبيعة ما يجري في داخل الهيئة من اضطراب، عمِد أحد الأعضاء الميدانيين العاملين في هيئة الرياض، إلى الهجوم القاسي على رئيس الهيئة آل الشيخ، وداخل المسجد.
متابعون، يرون أن هذا الأسلوب الهجومي وما تخلله من ألفاظ قاسية على آل الشيخ لم يأتِ من فراغ، حيث تشير المعلومات إلى التهجّم اللفظي جاء بعد خطبة ألقاها ال الشيخ للمصلين، وتضمّن مضامين أثارت الاستفزاز لدى عضو الهيئة وجعلته يندفع نحو آل الشيخ ويُلقي عليه سيلاً من الشتائم.
وفي سياق المضايقات، اعتدى جمع من عناصر رجال الهيئة على مواطن لا يعرف ماهية أفعاله، حيث ظهر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشاب كان يحاول الفرار منهم بصعوبة، وهو ما أثار المواطنين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي معتبرين ان هكذا مطاردة غير مسموحة، وقالوا بأن طريقة القبض عليه غير معقولة حيث كان يحاول الهروب منهم، إلا أن محاولاته كانت تفشل كلّ مرة، حيث كان أعضاء الهيئة يسيطرون عليه من كافة الجهات.
يذكر أن آل الشيخ أصدر قبل أشهر قرارا يقضي بمنع المطاردات التي يقوم بها أعضاء الهيئة للمخالفين، فضلا عن إيقاف عمل المتعاونين مع الهيئة، إلا أن أعضاء الهيئة لم يتلزموا كليا بهذه القرارات… والنتيجة باتت مستمرة، بما فيها من مضايقات، تصل أحياناً إلى حدّة في السلوك والأقوال.
أمام ذلك، ليس عسيراً الذهاب إلى أن المؤسسة الدّينيّة في المملكة – كما هو حال البيت السعودي كلّه – وصلت إلى حدّ الشيخوخة، ولم تعد تملك القدرة على الاستمرار، وإقناع المواطنين بضرورتها، وبأنها تصلح لأن تكون الجهة الأبويّة التي تُراقب إيمان المواطنين وتصرفاتهم. شيخوخة الهيئة يرتبط جوهرياً بتآكل البنية الحاكمة في المملكة، وهو تآكل يرتبط باستنفاذ النظام كلّ الوسائل التي تُتيح له الاستمرار في هذا الزّمن المتغيِّر بنفس العقليّة والتفكير الذي ينتمي إلى عصور سحيقة.