تقرير: ندى يوسف
يبدو واضحاً أن السعودية وتوابعها أرادت تحويل الدورة الـ 14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في “منظمة التعاون الإسلامي”، في الرباط، منصة للهجوم على إيران، لفرض رؤيتها إلى قضايا المنطقة على الدول الأعضاء.
غابت إيران، رئيسة الدورة الماضية للمؤتمر، عن دورته الحالية، بعدما رفضت السلطات المغربية السماح بدخول وفد إيراني استبق وصول رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني إلى المؤتمر، ما دفع الأخير إلى إلغاء مشاركته.
وقابل غياب إيران حضور مكثف لرؤساء البرلمانات الخليجية الذين رأوا في المؤتمر فرصة لنبش كل الخلافات مع طهران دفعة واحدة، والتصويب ضدها. ولم يرق ذلك للوفد الللبناني المشارك الذي سجل اعتراضاً على التوصيات النهائية المتعلقة بـ “التدخل الإيراني في سوريا وفي شؤون العالم العربي”، وأعقبه تلاسن بين المندوبين، السعودي واللبناني، قبل أن ينسحب الوفد اللبناني من الجلسة ليعود بعد تدخلات إليها.
لم تتوقف مناكفات المندوب السعودي في المؤتمر، عبد الله آل الشيخ، عند هذا الحد، فقد رفض اقتراحاً تركياً بتضمين البيان الختامي فقرة تتعلق بـ “الوضع الإنساني للمسلمين في اليمن” بذريعة أن الأمر لم يطرح سابقاً على اللجنة التنفيذية.
وبرغم الموافقة السودانية والتأييد السوري واللبناني وكامل المجموعة الأفيرقية للاقتراح التركي، استمات آل الشيخ في رفض الاقتراح، مستنداً إلى تضامن رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي الذي طلب من الأمانة العامة إعداد تقرير عن أوضاع المسلمين في اليمن وغير اليمن لمناقشته في وقت لاحق.
وساهم الفيتو السعودي في المؤتمر بمنع علاج الأزمات التي يعاني منها العالمان، العربي والإسلامي، ليفقد العرب والمسلمون يوماً بعد يوم الأمل بحلول حقيقية لأزماتهم التي تشارك السعودية في تأسيسها، إلى جانب الولايات المتحدة وكيان الاحتلال.