السعودية / نبأ – برغم أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يحضر مراسم استقبال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فور وصوله إلى الرياض، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة “الأخبار” اللبنانية أن زيارة الحريري إلى السعودية كانت دسمة سياسياً، وأنها شهدت لقاءً بعيداً عن الإعلام بين الحريري وابن سلمان.
ولفتت المصادر الانتباه إلى أن التواصل بين الحريري والسعودية كان شبه مقطوع منذ مدة طويلة. لكن عندما قرر الذهاب وبشكل مفاجئ إلى السعودية لتمضية إجازة مع عائلته، وأبلغ السفارة بذلك، عاد السفير وأبلغه أن المسؤولين يريدون الاجتماع به بمن فيهم ولي العهد.
هذا اللقاء السري الذي حصل بينهما، والذي حرصت السعودية الافصاح عنه خلال وجود الحريري في الرياض، علمت “الأخبار” أنه بعد نحو 14 ساعة على وصول الأخير، دعاه ابن سلمان إلى سهرة طويلة، استمرت لأكثر من 7 ساعات، وامتدّت حتى الفجر، وأبلغه خلالها أن الملك سيستقبله.
وبحسب المعلومات، فإن لقاء الساعات السبع أعاد “الحرارة الشخصية” إلى العلاقة بين الرجلين. وبدأ خلالها نقاش بشأن تسوية الوضع المالي والقانوني لـ “تركة” شركة “سعودي أوجيه”، التي يملكها الحريري، على قاعدة مطالبته بإقفال الملف بعد تسوية الديون المستحقة للمؤسسة في ذمة الدولة، مقابل الديون المتراكمة على الشركة.
أما في الشق المتعلّق بالعلاقات الرسمية بين البلدين، فقد تم الاتفاق على إنجاز مشروع المجلس اللبناني ـ السعودي المشترك، برئاسة الحريري وابن سلمان. وأعاد ابن سلمان تأكيد موقفه بأن السعودية تعتبر إيران و”حزب الله” أعداء، إلا أنه أوضح أنها تتفهم الوضع الداخلي في لبنان، من دون أن يعني ذلك استعدادها لأي تعاون من شأنه “تعويم حزب الله”.
أما في الشأن السوري، فقد كان واضحاً أن السعودية كانت في صدد التقدم بخطوات تطبيع مع دمشق، وكان هذا أحد الدوافع التي أدت إلى تعيين إبراهيم العساف وزيراً للخارجية بوصفه شخصية لا تمثل الخط السابق وبقيت ملفات الوزارة بيد عادل الجبير.