نيوزيلندا / نبأ – بدأَ مسلمو نيوزيلندا صباح السبت 16 مارس /آذار 2019 تشييع ودفنَ شهداء الهجوم الارهابي على مسجدين، يوم الجمعة 15 مارس / آذار 2019، في مدينة كرايست تشيرش في ولاية ساوث آيلند، في نيوزيلندا، الذي ارتفعت حصيلةُ ضحاياه إلى 51 شهيداً، بينهم عربٌ آخرون، بعد وفاة أردنيٌ وسعوديٌ، متأثرَيْنِ بجراح أصيبا بها في الهجومِ.
وفي الوقت نفسه، بدأت محاكمةُ الإرهابيِّ الأسترالي، الذي ألقت الشرطة القبض عليه، برينتون تارانت (28 عاماً)، وأطلق النار داخل على “مسجد النور” و”مسجد لينوود”، وهو ما وصَفته رئيسةُ الوزراءِ جاسيندا أرديرن بأنه “عملٌ إرهابي”.
ووجَّهت المحكمةُ الجزائيةُ إلى الإرهابي تهمةَ قتل واحدة. ومن المفترضِ أن تُعقد جلسة ثانيةٌ للجاني في هذه القضيةِ يومَ 5 أبريل / نيسان 2019، وهو واحدٌ من بين ثلاث أشخاص اعتقلَتهم الشرطةُ النيوزيلندية.
في سياقٍ ذاتِ صِلة، أعلنَت الشرطةُ في نيوزيلندا أنَّ مستشفىً في هوكيز باي وُضعَ في حالةِ إغلاقٍ بسببِ تهديدٍ أمنيٍّ له.
وأظهر البث المباشر للهجوم الذي صوره الإرهابي نفسه، مرتديا لباساً عسكرياً، حاملاً بندقيته، توجهه نحو المسجد، ترافقه موسيقى حماسية باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الملقب بـ”سفاح البوسنة”، وهو سياسي مدان بـ”ارتكاب إبادة جماعية” و”جرائم ضد الإنسانية” ضد المسلمين إبان حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995، ليتنقل بعدها في شوارع المدينة بين سياراتها، مواصلا الاستماع للموسيقى.
وبدأ بإطلاق النار على الموجودين قرب المسجد فور اقترابه منه، ثم دخله وأخذ يطلق النار على الموجودين داخله، وكرر ذلك للتأكد من مقتلهم جميعاً، كما أنه عاد إلى سيارته لتبديل مخزن السلاح، وتوجه بعد ذلك إلى المسجد معاوداً إطلاق النار على الموجودين فيه، ثم خرج من المسجد وأطلق النار على أشخاص كانوا في شارع ملاصق له.
ونشر تارانت بياناً عبر الإنترنت، شرح فيه “دوافعه” للجريمة، وأقر فيه بأنه أقدم على الإجرام بدافع “الإرهاب”، واعتبر القاتل أن ““تدفق المهاجرين على الدول الغربية يشكّل أخطر تهديد لمجتمعاتها، ويرقى إلى ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية للبيض”، وأن وقف الهجرة وإبعاد “الغزاة” الموجودين على أراضيها ليس “مسألة رفاهية لشعوب هذه الدول، بل هو قضية بقاء ومصير”.
أما أهداف العملية، بحسب منفّذ الهجوم، فهي “تقليص الهجرة بترهيب الغزاة وترحيلهم”.