تقرير: هبة العبد الله
تؤكد الجريمة الإرهابية في نيوزلندا انتعاش الإرهاب والكراهية في الغرب إلى حد التجرؤ على قتل المسلمين في مكان عبادتهم كنتيجة لتنامي نزعة الكراهية ضد المسلمين، بفعل تصاعد خطاب القوى المتعصبة.
أدى هذا الصعود إلى انتشار ثقافة التمييز ورفض كل المختلفين ونبذهم بناء على اللون أو العرفق أو المعتقد أو الأصل أو الثقافة وغيرها، والتعامل مع كل هؤلاء باعتبارهم كتهديد أو عبء وتحميلهم مسؤولية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
ويعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب النموذج الأحدث والأقوى لهذا التفكير المتطرف وهو الذي نعت المهاجرين واللاجئين من أميركا الجنوبية والمسلمين بصفات هي الأسوأ، معتبراً إياهم مصدر تشويه وجالب للعنف والمخدرات وغيرها من المساوئ والشرور.
ولد هذا التهكم الكثير من الكراهية والنقور لدى الشرائح المحافظة والمتشددة اتجاه من باتوا دخلاء في الغرب فأوجد بيئة سمحت للتطرف الرافض بترجمة غضبه عن طريق العنف الانتقامي الدموي المريع.
ولهذا، تعتبر صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أن الساسة في الغرب يعتبرون عاملاً مساعداً في نمو حركة اليمين المتطرف التي تسهم يوما بعد آخر في زيادة الانقسام في المجتمع، بدلاً من أن يكون لهم دور في منعه خاصة في أوقات الغضب.
تضيف الصحيفة البريطانية، في افتتاحيتها التي خصصتها للهجوم الإرهابي الذي وقع في مسجدين في نيوزيلندا، ظهر الجمعة 15 مارس / آذار 2019، وأدى إلى استشهاد 51 شخصاً، أن الساسة ساهموا في خلق مثل هذه الحالة وتفشي الفكر اليمني المتطرف؛ فالبيض في الولايات المتحدة يعتقدون أن لديهم صوتاً قوياً في البيت الأبيض من خلال الرئيس دونالد ترامب، الذي لم يبذل جهداً كبيراً من أجل نفي هذه الفكرة، بل لم يعمل أي شيء لمقاومة رغبة إثارة مفهوم الإسلاموفوبيا.