تقرير: مودة إسكندر
فيما دانت السلطات الرسمية في المملكة الاعتداء الارهابي في نيوزلندا، بدا التخبط واضحاً لدى اعلامها والشخصيات البارزة فيها، ما أثار جدلاً وغضباً واسعين على صفحات العالم الافتراضي.
ظهر الإرهابي برينتون تارانت هادئاً صامتاً مبتسماً أمام المحكمة، يوم السبت 16 مارس / آذار 2019، مشيرا بعلامة “القبول” بيده في إشارة تستخدم لتأييد أيديولوجية تفوق العرق الأبيض.
بعد يوم على المذبحة التي ارتكبها الجاني بحق المصلين في مسجدين في نيوزلندا، لا تزال ردود الافعال المنددة والمستنكرة تتوالى.
وكالعادة، بدا الخطاب السعودي مشتتاً في ظل التخبط في استخدام المصطلحات والتوصيفات، فيما وصل الأمر إلى حد وضع مبررات تتعلق بدوافع القاتل.
أثارَت تغريدة إمام المسجد الحرام السابق عادل الكلباني حول الهجومِ الارهابي في نيوزيلاندا سخطاً واسعاً لدى مغرِّدي “تويتر”. وقبلَ أن يقومَ بحذفِ تغريدتِه كتبَ الكلباني: “إنَّ ما يُخففُ المصابَ أنَّ القاتلَ ليس مسلماً، فكم قُتلَ مصلّونَ بأيدي مسلمين!”.
وقالَ ناشطونَ إنه في الوقتِ الذي اعترَفت فيه الحكومةُ النيوزلنديةُ بدوافعِ الكراهيةِ والعنصريةِ لدى المهاجم، يحاولُ الكلباني نقلَ القضيةِ إلى اتجاهٍ آخر.
بدوره لم يشأ الاعلام السعودي أن يصف المذبحة بالاعتداء الإرهابي، كما حصل مع الحرة التي وصفت المجزرة بالهجوم المسلح.
وكذلك فعلت قناة “العربية” التلفزيونية في توصيفهما لما حدث، ما أثار غضب المغردين على موقع التواصل الاجتماعي بعد وصف القناة للإرهابي مرتكب مجزرة مسجدي نيوزيلندا بالمهاجم.
وعلق أحدهم قائلاً: “الحكومة النيوزلندية وصفته بالإرهابي فلماذا تصفونه بالمهاجم؟”، فيما كتب آخر: “مستحيل أن يصفونه بالارهابي..المسلم فقط هو الإرهابي عند العربية العبرية”.
وضمن التخبط السعودي، أثار تعليق استشاري الطب النفسي السعودي طارق الحبيب على الهجوم غضباً، بعد أن دافعَ عن السّفاح وقال إنه ربما يكون “معتوهاً”، فرد أحدهم عليه قائلاً: “الإرهابي المجرم الذي نفذ وخطط لقتل إخوانك في الدين أصبح معتوهاً؟. يا اخي ألا تملك ذرة غيرة على المسلمين؟”. وغرد آخر قائلاً: “ما حصل إرهاب من فرد تجاه مسلمين عزل آمنين ولم يتحدث أحد عن الدولة، ماهذا الانبطاح..ماهذا الانحطاط…ماهذا التبرير الفاضح؟”.
وقال آخر: “المعتوه يخطط و ينفذ و يبث جريمته وأنت تنادي بالصبر و الهدوء”، وأضاف آخر “لو كان أحد أبنائك من ضمن الشهداء لتغير حديثك!! ازدواجية وجهل”.