أخبار عاجلة
الرئيس العراقي برهم صالح مع وزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد القصبي (إيلاف)

حذر عراقي من “الإقبال” السعودي

تقرير: ندى يوسف

بالتوازي مع حاجة العراق إلى تحقيق توازن مطلوب في علاقته مع محيطه، لا يزال الانفتاح الخليجي عليه وخصوصاً السعودي قيد القييم، حيث تقيده هواجس كثيرة لدى المسؤولين العراقيين وتدفعهم إلى الحذر إزاء خطوات الرياض.

لم تتوقف مساعي السعودية لطرح نفسها كحليف لشيعة العراق بدلاً من إيران. حاولت السعودية اختراق الساحة العراقية عبر بوابات مختلفة في مقدمتها شراء ولاءات الإعلاميين للترويج لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسياساته.

من هنا، كانت زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى بغداد وما تضمنته من رسائل استراتيجية أدت إلى استنفار لدى السعوديين.

في المقلب الآخر، حط وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، برفقة وفد من بلاده، في بغداد، حيث حاول الاستفهام بقلق عن أهداف زيارة روحاني. لكن الجانب العراقي أجاب بـ “الاعتذار”، طالباً “عدم التدخل في شؤونه”، فيما رفض زعيم “ائتلاف دولة القانون” في العراق نوري المالكي طلب السبهان لقاءه خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، وفق مصادر مطلعة.

ويضاف إلى محاولات التدخل السعودي عوامل عديدة تغذي الهواجس العراقية اتجاه الانفتاح الخليجي السعودي عليها.

وبحسب مصادر حكومية عراقية، يخشى العراقيون من سعي الدول الخليجية إلى جعل العراق ساحة لمنافسة ايران تحت لافتة “العمق العربي” واستثمار انفتاحهم عليه لتقديم “أوراق اعتماد” جديدة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الساعي إلى “مراقبة” إيران من الداخل العراقي، إضافة إلى شعور جماعي بمسؤولية السعودية عن الأحداث الدموية التي وقعت ما بين عامَي 2007 و2017 وغياب أي أثر لـ “المجلس التنسيقي السعودي العراقي” الذي أُسّس صيف عام 2017.

بين زيارتَي الوفدين الإيراني والسعودي، حطّ القطريون أيضاً رحالهم في بغداد، الأمر الذي أثار أسئلة متجددة عن التسابق بين العاصمتين الخليجيتين المتنافستين، بما يشيع تقديرات بأن الإمارة الخليجية الصغيرة تبحث عن موطئ قدم لها في العراق، في إطار استراتيجيتها المضادة للرياض وأبو ظبي.

صحوة الخليجيين المتأخرة لتحقيق حضور في قلب العملية السياسية العراقية لا يمكن البناء عليها، فيما ترجح تقديرات أنها ستؤول إلى “الضياع” في ظلّ التنافس السعودي ـ القطري، والأهداف السعودية المشبوهة للتقارب مع عاصمة الرشيد.