تقرير: سناء إبراهيم
على مقربة من انعقاد القمة العربية الثلاثين التي تحتضنها تونس أواخر مارس / آذار 2019، والتي تأتي على وقع ارتفاع منسوب التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي من قبل بعض الدول الخليجية، ينبه مراقبون إلى انسياق الجامعة العربية إلى التطبيع مع الاحتلال والسير بخطوات تنفيذ ما يسمى “صفقة القرن”.
لن يكون اجتماع الجامعة العربية المقرر في نهاية مارس / آذار 2019 الأول الذي تسير في فلكه دول عربية ومملكات تسارع نحو التطبيع، فقد سبقه اجتماعات كانت على شاكلة تمهيد لإعلان التطبيع الرسمي مع الكيان، بين تلك الاجتماعات كان مؤتمر وارسو، في بولندا، في فبراير / شباط 2019، الذي كشف عن تغيير كبير في مواقف الدول العربية تجاه كيان الاحتلال، من خلال اللقاءات التي جمعت بين قادة عرب ورئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو، حيث أظهرت اللقاءات بينهم ارتياحاً ومزاحاً عربياً مع نتنياهو ووزير الدول للشوؤن الخارجية السعودية عادل الجبير.
يرى المتابعون أن القمة العربية قد يتمخض عنها إعلان “المحور العربي الفعال” فيها، والذي سيضم السعودية والإمارات ومصر، وهو لا يمانع، على الأقل في الغرفة المغلقة، في إقامة تحالف يضمّ “إسرائيل” في مواجهة إيران “العدو الجديد”، كما يراها بعض دول الخليج.
القراءة السياسية لمآلات القمة أُثارت قلقَ وزير الخارجية التونسية الأسبق رفيق عبدالسلام ، حيث أعرب عن خشيته مِن تورُّط بلاده في “توجهات التطبيع مع إسرائيل”، معرباً عن أمله في ألا تتورَّط بلادُه في توجهات التطبيع مع الاحتلال خلال القمة العربية المقبلة.
يلفت عبدالسلام، وهو قيادي في حركة “النهضة”، الانتباه إلى أن هناك “خشية من أن يتم تزييف الواقع العربي، من خلال القول إن الخطر الرئيس، الذي يمسّ الأمن العربي، هو الذي يتأتى من إيران أو من تركيا، أو ما يُسمى بالإسلام السياسي”، وفق قوله، مشيراً إلى أن “الشعوب العربية تعرف العدوَّ من الصديق”.