تقرير: سهام علي
لا يبدو أن العلاقات السعودية الإسرائيلية تقتصر على تقارب طبيعي بل إنها أعمق من ذلك بكثير، تصل حد التدخل باللعبة السياسية داخل المملكة.
ساهم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” بإيصال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البيت الابيض والترويج لاحتضانه من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما كشفت عنه صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.
واستندت الصحيفة، في تقرير، إلى كتاب لرئيس قسم الشرق الأوسط لديها، إيان بلاك، حمل عنوان “جيران وأعداء”، حيث تطرق فيه إلى الدور السعودي، وعلى وجه التحديد دور ابن سلمان في العلاقات مع تل أبيب وإنشاء تحالف عربي لمواجهة إيران، بالإضافة إلى العديد من التفاصيل الهامة حول طبيعة التعاون السعودي الإسرائيلي.
يشير الكتاب إلى “العلاقات المتنامية” بين السعودية وبعض الدول العربية والخليجية وبين تل أبيب والتي تم تعزيزها مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، على الرغم من أن الخطط الأميركية لعقد مؤتمر يجمع بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وابن سلمان وولي عهد أو ظبي محمد بن زايد ما زالت قيد البحث والدراسة.
تطورت العلاقات بصورة أكبر مع وصول ابن سلمان إلى السلطة في المملكة، وفي ضوء ذلك أعطى كيان الاحتلال في عام 2016 الضوء الأخضر لمصر لنقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، وتزامن ذلك مع الدعوة التي قام أطلقها سلمان الأنصاري، رئيس لجنة العلاقات السعودية وأحد النافذين في جهات الضغط السعودية في واشنطن، والتي رفع فيها شعار “التحالف التعاوني مع تل أبيب” من أجل المساعدة على تنفيذ “رؤية السعودية 2030” التي أطلقها ابن سلمان، وتتضمن تغييرات في الاقتصاد وإدخال الترفيه بصبغته الغربية إلى السعودية.
وينقل الكتاب عن متحدثين سعوديين غير رسميين قولهما إن “التعاون يقتصر على ما يتعلق بالتصدي لإيران”، ويشكون من أن “الإسرائيليين يبالغون في مداها لأغراض الدعاية”. ولكن تسود قناعة حقيقية لدى الحكومات الأجنبية المقربة من السعودية وكيان الاحتلال أنه يجمعهما خط تواصل مباشر وبخاصة في المسائل الهامة وأن هذا الاتصال يتم بصورة منتظمة، وليس آخرها “صفقة القرن”، التي تستهدف حقوق الفلسطينيين في أرضهم وعاصمتهم.