لا يمكن للمرء أن يفهم النظام العالمي الذي يقوم عليه التطرف من دون دراسة الدور المحوري الذي تلعبه السعودية، وكذلك المنظمات الخاصة والأفراد داخلها، وذلك وفق خلاصة مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
تقرير: ولاء محمد
برغم الحملة الدعائية الكبيرة التي تقوم بها السعودية لتحسين صورتها على الصعيد الدولي، ألا أن الاتهامات الموجهة لها لكونها مملكة قمعية تنشر التطرف والارهاب ما زالت راسخة في الأذهان.
تقول الكاتبة الأميركية، فرح بانديث، في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي”، إن “الأفكار التي نشأت في السعودية تحت اسم “الوهابية” جامدة وغير متسامحة وعقائدية للغاية ومتشددة جداً، حيث أعاد السعوديون كتابة التاريخ، ومحوا أدلة من الماضي لمصلحة رؤيتهم الخاصة، في نسخة ألهمت الكثير من المتطرفين”.
ومن أجل نشر الوهابية، أنفقت السعودية ما لا يقل عن 100 مليار دولار، من خلال تمويل المراكز والمدارس ونشر الكتب وبعث الأئمة، كما دعمت الحكومة السعودية الجماعات الإرهابية بشكل مباشر في الشرق الأوسط.
وينقل المقال عن المحلل ويل مكانتس، وهو خبير في مكافحة الإرهاب، ومستشار سابق في وزارة الخارجية الأميركية، قوله إن “ما يُسمى بتنظيم “داعش” لم يكن ليوجد بهذا الشكل لولا النهج السعودي”.
الكاتبة الأميركية، التي عملت كممثلة حكومية خاصة للمجتمعات الإسلامية، قالت إنها رأت “أدلة على تأثير النفوذ السعودي المتطرف في بعض المناطق مثل كازاخستان وتمبكتو وبورما ومنطقة البلقان وباكستان”، ولاحظت أن “هذه الدول كانت تعتقد بأنها قادرة على التحكم في تأثير الأيديولوجية السعودية بسبب معرفتهم أن التقاليد الوهابية كانت غريبة على ثقافتهم المحلية”.
وتختم بانديث مقالها بالدعوة إلى “القضاء على التطرف عبر محاربة الأيديولوجية السعودية ودعم الثقافات والتقاليد الإسلامية المحلية”.