تقرير: هبة عبد الله
يصعِّد مسؤولون كباراً في حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي من لهجتهم الحادة اتجاه الإمارات، أكبر شركاء السعودية في العدوان على اليمن.
ينتفض وزراء هادي للتعبئة ضد أبو ظبي وتوليد حالة من الاحتقان الداخلي ضدها، مدفوعين بالتحركات الخارجية لـ “المجلس الانتقالي الجنوبي”، الموالي للإمارات، في محاولة لتسويق وتدويل فكرة انفصال جنوب اليمن عن شماله.
فقد دعا وزير النقل اليمني صالح الجبواني، مؤخراً، إلى “تصحيح العلاقة مع الإمارات”، معتبرا أن “العلاقة أصبحت ملتبسة وأن على حكومة هادي أن تتخذ موقفاً بتصحيح علاقتها بأبوظبي أو فض التحالف معها”.
ولم تكن دعوة الجبواني هي الأولى من نوعها، إذ شدد محافظ محافظة المحويت صالح سميع، خلال زيارة إلى الرياض مؤخراً، على ضرورة إخراج الإمارات مسمياً إياها بـ “ذلك الطرف”، من التحالف الذي تقوده السعودية، متهما إياها بـ “الوقوف خلف جميع المشاكل والهزائم” التي يتعرض لها الفريق اليمني المتحالف مع قوى العدوان.
وقبل أسابيع قليلة، طالب أحمد الميسري، وزير الداخلية في حكومة هادي ونائب رئيس حكومته، بـ “تصويب العلاقة” مع تحالف العدوان، وقال إن “خللاً يشوبها”، مشيراً إلى أن جهات تنازع سلطات وزارته التحكم بالملف الأمني في عدن.
توضح هذه التصريحات حالة من التململ داخل حكومة هادي بخصوص علاقتها مع أبو ظبي، بعدما أخرج مقربون من هادي التوتر القائم اتجاه أبوظبي، من الكواليس إلى العلن، رفضاً لتحكم الإمارات بالقرار في مدينة عدن التي يتخذ منها تحالف العدوان “عاصمة مؤقتة” له. وبذلك، لم تعد الإمارات شريكاً بالعدوان وحليفاً لحكومة هادي فقط، بل تحولت إلى طرف يملك الغلبة ويستأثر بجزء كبير من البلد المفكك بفعل الحرب والأطماع السياسية فيه.