تقرير: سهام علي
تخوض العلاقات الثنائية بين الرياض والرباط معركة استفزازية ليست بعابرة، خاصة بعد عرض قناة “العربية” التلفزيونية السعودية تقريراً يتحدث عن “غزو المغرب للصحراء الغربية”. اشتعلت النيران تحت رماد التوتر والفتور الذي ولدته تراكمات من المناكفات بين الجانبين، وقد “وصلت الأزمة إلى ذروتها”، وفق ما يصف وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة.
وقال الوزير، في تصريحات في الرباط، إنه “في حال انعدام التنسيق مع السعودية والإمارات فمن الطبيعي عدم استثناء البحث عن بدائل أخرى”، مضيفاً “التنسيق مع دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، يجب أن يكون برغبة من الجانبين وليس حسب الطلب”.
بدوره، شدد وزير خارجية المغرب على أنه “ربما قد لا نتفق على كل شيء. ربما هناك اختلاف في الرؤى في بعض النقاط؛ لأن السياسة الخارجية هي سياسة سيادية، وفي المملكة المغربية هي قائمة على مبادئ، قائمة على ثوابت”.
ولم يستبعد محللون سياسيون أن تتطور الأزمة لتصل إلى حد القطيعة الدبلوماسية في حال عدم الوصول إلى حل بين الجانبين.
وعن المشاركة السابقة للمغرب في التحالف السعودي ضد اليمن، يرى المحللون أن الأزمة بين المغرب والسعودية لم تكن كما يشاع بسبب خروج الرباط من التحالف، إذ أن الأمور كانت منذ فترة متوترة وهناك مشاكل داخل التحالف ولكنها لم تكن تخرج إلى العلن لأن التحالف لم يكن يريد إظهارها، لكنها انفجرت في نهاية المطاف.
وبحسب المحللين، فإن عدم قضاء الملك سلمان إجازته المعتادة في مدينة طنجة في عام 2018 يجري في فلك التوتر الذي كان تحت الرماد، وأضيف إليه عدم استقبال الملك محمد السادس لولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال جولته العربية الأخيرة التي قام بها بعد مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، فيما كانت الجماهير المغربية تندد بالزيارة والجولة التي يقوم بها ابن سلمان بوصفه مجرماً ومنبوذاً من المجتمع الدولي.