تقرير: مودة اسكندر
في رأي وزير الخارجية الإماراتية أنور قرقاش أن “القرار العربي الذي اتخذ منذ سنوات عدة بعدم التحاور مباشرة مع الاحتلال كان خاطئاً بالنظر إلى الماضي، لأنه عقّد مساعي التوصل إلى حل على مدى عقود”.
يمكن اعتبار تصريح قرقاش هذا خلاصة حديثه إلى صحيفة “ذا ناشيونال” الصادرة بالإنجليزية من أبو ظبي، فيما يتعلق بالتحول في العلاقة مع الاحتلال. دعا قرقاش إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية والكيان، في تصريحات وُصفت بالصريحة على غير العادة.
وتحت شعارات الترويج للسلام، قال قرقاش إن هناك ضرورة لما سماه “تحولاً استراتيجياً” في العلاقة بين العالم العربي والاحتلال. وتوقع زيادة التواصل الجانبين عبر اتفاقات ثنائية وزيارات يقوم بها ساسة ووفود.
تأتي تصريحات قرقاش تزامناً مع سير متسارع من قبل دول الخليج نحو التطبيع مع الاحتلال، على غرار لقاء سفيرَي الإمارات والبحرين لدى واشنطن يوسف العتيبة، وعبد الله بن راشد آل خليفة، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، أو على صعيد التعاون الأمني، الذي تجلّت آخر فصوله، الخميس 28 مارس / آذار 2019، في كشف وسائل إعلام عبرية عن أن الإمارات ستشارك إلى جانب الكيان في مناورة عسكرية في اليونان، خلال أبريل / نيسان 2019.
واعتبر قرقاش أنه “ينبغي التمييز بين أن يكون لديك قضية سياسية وأن تبقي خطوط الاتصالات مفتوحة”، في تبرير للانفتاح الإماراتي المتزايد على الاحتلال، سواء من خلال التعاون التجاري بمشاركة وفود إسرائيلية في مؤتمرات في دبي، أو زيارات سياحية على غرار زيارة وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، لمسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، أو من خلال مشاركة الاحتلال في مسابقات رياضية ترفع فيها أعلام الاحتلال ويعزف النشيد الإسرائيلي.
كما ادعى الوزير الإماراتي أن “حل الدولتين لن يكون مجدياً لأن وجود دولة فلسطينية مضمحلة لن يكون عملياً”، وفي ذلك إشارة من قرقاش إلى ما بات يُعرف بـ “صفقة القرن” التي لم ترَ بنودها النور بعد، والتي تروج لها الولايات المتحدة وتستهدف تضفية القضية الفلسطينية.