تقرير: سهام علي
أثارت لوحة الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي “مخلص العالم” الجدل أكثر من مرة عبر تاريخها، إلا أن الجدل الأكبر هو الذي فتحت أبوابه بشأن أصالتها، وذلك عندما استحوذ “متحف اللوفر” أبو ظبي عليها بسعر قياسي بلغ 450.3 مليون دولار، ثم اختفت اللوحة عن الأنظار بعدما كان مقررا لها أن تعرض للجمهور، بسبب انتشار ادعاءات بأن المتحف يملك لوحة غير أصلية.
ويرجع خبراء في عالم الفن هذه الادعاءات، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن هذه اللوحة كان من المقرر أن تُعرض في “متحف اللوفر” في ابوظبي، غير أنه لا يُعرف مكانها إلى الآن.
وفي عام 2017، أُعلن عن بيع اللوحة بنحو 450.3 مليون دولار، وبقي مشتري اللوحة مجهولاً، غير أن أنباء ترددت عن شراء جهة وسيطة اللوحة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتكون بذلك أغلى لوحة فنية في التاريخ.
ورفض موظفو المتحف الإجابة عن أسئلة الصحيفة المتعلقة بأسباب إلغاء فكرة عرض اللوحة، كما أن “متحف اللوفر” في باريس أعلن عن “عدم معرفته بمكان اللوحة”.
يعرب الخبراء عن قلقهم من عدم معرفة مكان اللوحة ومستقبَلها، خاصة بعد إعلان المتحف في أبو ظبي عن أنها ستُعرض للجمهور، ثم تراجعه عن هذه الفكرة في سبتمبر / أيلول 2018.
وتقول الأستاذة في “معهد الفنون الجميلة” في جامعة نيويورك ديان موديستيني إن “الأمر مأساوي للغاية”، معتبرةً أن “حرمان عشاق الفن هذه التحفة الفنية النادرة، أمر غير عادل”.
ودفع إعلان المتحف في أبو ظبي عن عرضه اللوحة كثيرين إلى التكهن بكيفية حصوله عليها من السعوديين، وهل هي هدية أم قرض أم أنها بيعت لهم، قبل أن يتم التراجع عن عملية العرض.
وبحسب الصحيفة، فإن ابن سلمان “ربما يكون قد قرر الاحتفاظ بهذه اللوحة وعدم عرضها، حيث رفضت السفارة السعودية في واشنطن التعليق على هذا الموضوع”.
وفي أثناء عملية الشراء، كان ابن سلمان قد اشترى أيضاً قصراً في فرنسا بنحو 300 مليون دولار، ويختاً بنحو 500 مليون دولار، ويبدو أن الإعلان عن عرض اللوحة في أبوظبي كان هدفه لفت الأنظار بعيداً عن عمليات الصرف الكبيرة لولي العهد السعودي.